** قبل أن تقرأ: «لا يمكن ولا نستطيع أن نغير من أفكار كوبر وفلسفته.. ولا يمكن ولا ينفع أن يقوم اتحاد الكرة الآن بتغيير المدرب وجهازه. ولا يمكن أن يعود الرجل ويضم باسم مرسى ومؤمن زكريا والونش، ووليد سليمان وحسام غالى وعمرو مرعى.. ولا نملك سوى أن نتمنى للفريق النجاح والتوفيق، وأن نشد من أزر الجهاز الفنى ومن اللاعبين الآن، وأن نحتفل بإذن الله إذا جاءت النتائج طيبة حتى لو كانت مخالفة لآراء ووجهات نظر أطلقت وتطلق فى أوراق صحف وفى صفحات مواقع وفى فضاء واسع مرصع بخلافات وبتوجهات، وبأمنيات وأحلام»!
** والآن الفوز على تونس كان معنويا قبل السفر إلى الجابون، وهو فوز يرفع المعنويات لأنه أمام فريق تونس المنظم والقوى.. وهو فوز مهم لكن المستوى لا يزيد على 6 من عشرة، وقد راعيت فى الدرجة مستوى الفريق التونسى وانضباطه التكتيكى، وأسلوبه الدفاعى وهو ما صعب المهمة على المنتخب الوطنى.. ولذلك أصف المباراة بأنها قوية، انها تجربة قوية أيضا.. لكن فى المقابل كانت هناك أوجه قصور تستحق أن نقف أمامها، فقد لعب هيكتور كوبر بالتزامات دفاعية كعادته دون تطوير للهجوم. لاسيما عن طريق الأطراف، باعتبار أن أسلوبه يفرض تطويرا هجوميا من جهة الجناحين أو الظهيرين المتقدمين عند امتلاك الفريق للكرة.
** فى تصريحاته عقب المباراة أكد كوبر ذلك بقوله: «الأطراف لم تؤد الأدوار المكلفة بها بالشكل المطلوب».. والواقع أن الأطراف كان عليها أعباء دفاعية أكبر من المهام الهجومية. فقد تراجع رمضان صبحى وتريزيجيه إلى منطقة الجزاء المصرية كثيرا للمساندة الدفاعية ومع تكرار قطع تلك المسافات تراجعا وتقدما أصبح التقدم فيما بعد بطيئا يستغرق زمنا من جهة، ويستغرق جهدا من جهة أخرى وكلاهما الزمن والجهد كانا مفقودين عند امتلاك المنتخب للكرة لبدء هجمة منظمة.. ترى هل لاحظ مشجعو المنتخب ذلك؟
** المشجع عموما لا يرى الفريق الآخر المنافس.. (هذا لا يجوز بالنسبة للناقد أو المحلل) وأى مباراة هى بين فريقين. فالمشجع يرى كل مميزات فريقه إذا انتصر، ولا يرى سلبيات وأخطاء الفريق الآخر، والمشجع يرى كل أخطاء وسلبيات فريقه إذا خسر ولا يرى إيجابيات الفريق الآخر.. وأسلوب المنتخب اليوم يختلف عن أسلوبه فى بطولة 2008 بغانا وقد شرحنا ذلك الفارق كثيرا بما فى هذا الفارق من حالة «اللاضغوط» فى بطولة غانا إلى حالة «الضغوط العنيفة» فى بطولة الجابون 2017.. بجانب فروق الجيل وفلسفة المدربين.. وعندما نشير إلى منتخب تونس، وأنه دافع بتنظيم، فلاشك أن ذلك أثر سلبا على المستوى الهجومى للمنتخب الوطنى.. وهناك فارق بالقطع حين تلعب أمام فريق يترك مساحات ويهاجم ويلعب مباراة مفتوحة وبين فريق يدافع ويضيق المساحات ويملك مهارات تنفيذ ذلك.
** الآن بعد أن قرأت: «أضع هنا موقفى من النتيجة النهائية التى أرجو أن يحققها المنتخب فى كأس الأمم الأفريقية، وهى أن يكون ضمن فرق الدور قبل النهائى على الأقل سواء فاز باللقب وهو أفضل نتيجة، أو رابعا وهى أسوأ نتيجة فيما أتوقعه وأتمناه.. كما أننى على المستوى الشخصى والمهنى لست راضيا عن أداء الفريق أمام تونس ولم أكن راضيا مهنيا وشخصيا أيضا حين فاز المنتخب على غانا فى وقت أقيمت فيه الأفراح والليالى الملاح المدرجات والطرقات والميادين وفى نفس الفضاء الواسع المرصع بما سبق».