الخطأ الأخير في الفريق..!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 9 مارس 2021 - 7:55 م
بتوقيت القاهرة
** نحن فى حديقة النادى الأهلى. ونسمات الربيع فى شهر مارس من عام 1912 تهز أشجارها، وتضفى جمالا على تلك المنطقة الصحوة النائية البعيدة عن قلب العاصمة. ويخترق صمت المكان فجأة صوت العضو (.........) وهو يصرخ فى وجه زميله العضو (.......) على مسمع عدد قليل من الأعضاء الذين يجلسون بالحديقة، وقد دارت رءوسهم، فى استنكار يتابعون ما يجرى..
وتشكل اللجنة الإدارية (مجلس الإدارة) لجنة لبحث المخالفة الجسيمة والتحقيق فيها. وفى جلسة 15 مارس 1912 تستعرض اللجنة الإدارية تقرير اللجنة المشكلة للتحقيق فى هذا الموضوع الخطير ويكون قرار اللجنة الإدارية:
تكليف العضو الذى صرخ فى وجه زميله بتقديم استقالته من عضوية النادى فى غضون ثلاثة أيام، ودفع المتأخرات التى عليه من الاشتراكات، وفى حالة رفضه تنفيذ هذا القرار يشطب اسمه من عضوية النادى.
** هذا نص من محاضر مجلس إدارة النادى الأهلى، وقد رفعت الأسماء هنا، وهو نص يعكس تاريخ النادى فى ترسيخ القيم والمبادئ، وفى تاريخ الأهلى مواقف كثيرة.
** فى عام 1918 تقدم عدد من لاعبى فريق كرة القدم باستقالة جماعية، وفى توقيت شديد الحرج، حيث كان النادى يستعد لمباراة مهمة فى بطولة كأس السلطان حسين، وفى يوم السبت الموافق 2 نوفمبر عام 1918 تعقد اللجنة التنفيذية المنبثقة من مجلس الإدارة اجتماعا، لبحث عدة موضوعات، منها موضوع الاستقالة، وتقرر فى البند الثالث ما يلى:
قبول هذه الاستقالات مع حرمان أصحابها من الانضمام إلى النادى مدة سنة على الأقل. وبسرعة تقدم لاعبو الفريق بالاعتذار، وتراجعوا عن الاستقالة.
** فى عام 1928، قررت اللجنة الإدارية العليا بالنادى الأهلى، إيقاف حسين حجازى بك أعظم لاعبى الكرة المصرية فى عصره، لمدة 3 شهور، وحملته مسئولية عدم قيام لاعبى الفريق بتسلم ميداليات المركز الثانى من مندوب الملك، فى نهائى مباراة الكأس السلطانية والتى خسرها الأهلى أمام الترسانة.
وجاء فى نص قرارات اللجنة ما يلى:
أولا: إبداء عظيم الاستياء للسلوك المعيب الذى سلكه أفراد فرقة النادى بعد انتهاء هذه المباراة.
ثانيًا: إيقاف رئيس الفرقة حسين حجازى لمدة ثلاثة شهور لأنه بصفته رئيسًا للفرقة تقع عليه المسئولية فى كل ما حصل.
ثالثًا: إنذار باقى اللاعبين ما عدا رياض شوقى وزكى عثمان لأن الأخيرين قاما بالواجب عليهما وحضرا لاستلام الميداليات.
رابعًا: إبلاغ هذا القرار إلى لجنة الكأس السلطانى والاتحاد المصرى لكرة القدم وتعليقه بلوحة النادى لمدة خمسة عشر يوما. وعلى حضرة سكرتير النادى مراعاة تنفيذ ذلك.
بعد أيام من هذا القرار، قدمت اللجنة التنفيذية بالنادى التماسًا إلى اللجنة العليا لرفع الإيقاف عن حسين حجازى فرفضت اللجنة العليا هذا الالتماس. ولم يشارك كابتن الأهلى ومصر مع المنتخب المصرى فى الدورة الأوليمبية عام 1928.
** تبرير التهاون مع لاعبين فى فريق يقعون فى أخطاء متكررة بأنه زمن الاحتراف، أمر غير مقبول، لأنه يهدد انضباط هذا الفريق، ويهدد قوته وتضامنه، خاصة حين يكون هذا الفريق بطلا، وله أنصار ينتظرون منه الألقاب والبطولات والانتصارات.
** أخطاء الأفراد والأصدقاء فيما بينهم، يمكن أن تتكرر، ويمكن أن تنتهى فى كل مرة بالاعتذار وبالتسامح. لكن الأخطاء التى تقع ضمن مجموعة، أو فصل، أو مدرسة أو فريق، لا يمكن قبول تكرارها مرات ومرات لما فيها من أخطار على المجموعة، وعلى الفصل، وعلى الفريق.
** الخطأ الثانى للاعب فى فريق هو الخطأ الأخير.. والاحتراف لا يمرر الفوضى ولا يبررها!