كيف تواجه مصر حرب الاقتصاد العالمية؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 9 مارس 2022 - 7:40 م بتوقيت القاهرة

** يشهد العالم الآن حربا مختلفة عن حروب سابقة، فآلة الحرب تتطور وتحكمها الظروف الدولية، وتحكمها القوة التدميرية للسلاح. فمن المبارزة بالسيف، إلى المبارزة بالدبابات والمدرعات والمدافع، إلى حرب روسيا والغرب. فأوكرانيا مجرد جسر عبرت فوقه الآلة الحربية. فالطرف الروسى يخوضها بمعدات ودبابات وطائرات وصواريخ والغرب يخوضها بآلة الاقتصاد، والنتيجة أن أوكرانيا تخسر بنيتها التحتية، وروسيا مهددة بإعلان إفلاسها، وبخراب كبير، كما قال رئيس معهد «دى آى فى» الألمانى للبحوث الاقتصادية، مارسيل فراتسشر، وذلك بسبب العقوبات الغربية التى فُرضت على روسيا جراء حربها ضد أوكرانيا، فهناك خطر كبير من أن روسيا لن تخدم ديونها لدى المستثمرين الدوليين.
** إنها أزمة خطيرة وقد تتطور إلى الأسوأ بآلة الحرب، وبآلة الاقتصاد والمال. وعلى الرغم من ذلك تحرص الدولة المصرية على تلبية احتياجات المواطنين من السلع الأساسية، لاسيما القمح، والبترول، بما تملكه الدولة من رؤية إستراتيجية سبقت أزمات عالمية مختلفة، من أزمة السكر، إلى أزمة كورونا إلى الحرب بين روسيا والغرب عبر أوكرانيا. وقد كانت رسالة دكتور محمد معيط وزير المالية مطمئنة للموقف فى حواره مع مجموعة من رجال الصحافة والإعلام، حين قال: «الأولوية الآن تلبية احتياجات المواطنين. والعمل على امتصاص أكبر قدر من الصدمات الاقتصادية، مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات، والارتفاع الكبير جدا فى تكاليف الشحن، واضطراب سلاسل الإمداد والتوريد».
** وأضاف الوزير نجحنا فى التعامل مع أزمة كورونا بما تطلبته من إنفاق صحى، وإنفاق ضخم على اللقاحات، وبالرؤية الإستراتيجية للقيادة السياسية لمواجهة أزمات عالمية واقتصادية، محتملة قبل أن تقع، ولذلك ببناء صوامع تخزين إستراتيجية للقمح، أصبحنا قادرين على تكوين احتياطى يكفى 8 أشهر، وذلك بإضافة الإنتاج المحلى. وسوف نستمر فى تنمية وتغذية هذا المخزون من القمح بعمليات استيراد مستمرة من أسواق مختلفة، عن روسيا وأوكرانيا. وبفضل الإصلاح الاقتصادى، حققنا نموا فى السنوات الماضية على الرغم من ظروف الجائحة، وهذا النمو يساهم فى التنمية بكل أوجهها، سواء فى التعليم أو فى الصحة، أو الصناعة والزراعة، فالرؤية الإستراتيجية للقيادة السياسية تقودنا إلى مرحلة مستقبلية فى غاية الأهمية وهى تحقيق نمو ذاتى فى الزراعة والصناعة لتوفير احتياجاتنا وعدم الاعتماد على الاستيراد من الخارج بالكامل».
** تحدث دكتور محمد معيط عن إعداد موازنة الدولة وكيف بدأت وزارة المالية فى إعدادها منذ ديسمبر ويناير الماضى، قبل حرب شرق أوروبا. وأكد الالتزام بتقديمها للبرلمان فى الموعد الدستورى المقرر. مع مراعاة تعظيم الاستثمارات لتحسين حياة الناس وتعميق دور القطاع الخاص، ومراقبة الأسواق. والمهم أن الاقتصاد المصرى بزيادة ودعم قدراته الإنتاجية، بات أكثر قدرة على التعامل مع الأزمات العالمية.
** كانت رسائل وزير المالية واضحة فى شرح أبعاد الأزمة العالمية الحالية، وخطورتها وتأثيرها، وفى الوقت نفسه كان حريصا على شرح رؤية الدولة وطمأنة المواطنين على توفير وتلبية جميع الاحتياجات بخطط مرنة.
** ويبقى أنه بسبب تطورات الحرب فى شرق أوروبا بين روسيا وبين الغرب تأثرت الأسواق العالمية كلها بالأزمة.. مع ارتفاع أسعار البترول والسولار، والقمح، والنقل والشحن، إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، وتوقف مصانع عالمية عن الإنتاج ومنها مصانع سيارات، بجانب ارتفاع التضخم وتأثر اقتصاديات كبرى وقوية مثل اليابان والصين وألمانيا وأمريكا وغيرها، بالإضافة إلى الآثار السلبية التى أصابت حركة التجارة العالمية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved