فيلم أكشن
غادة عبد العال
آخر تحديث:
الخميس 9 أبريل 2009 - 3:56 م
بتوقيت القاهرة
"عايزة أدرس سيناريو" قلتها لوالدي و أو في انتظار إن أي كرسي من كراسي البيت يلبس في وشي .. صحيح أن السيد الوالد عمره 68 عاما و طوله لا يزيد عن 158 سنتيمترا بس في الشدة شديد و في القوة قوي..و بدلا من أن يترك لي السيد الوالد تذكارا بحد أدنى 7 غرز لتزين وجهي كما توقعت ، فوجئت بالرجل متفهم و مشجع لأ و شفت في عينه لمحة حماس كده عجبتني قوي ..المشكلة الكبرى كانت في فيلق نساء العائلة الكريمة أروح منهم فيين؟
..أعرف ردود أفعالهم جيدا لذلك آثرت أن أكفي على الخبر ماجور (بالمناسبة يعني إيه ماجور دي؟) ..وأبلغت نصف نساء العائلة أنني أتلقى كورسات لغة إنجليزية و النصف الآخر أنها كورسات كومبيوتر ولما في يوم لطشيف ما طلعتلوش شمس حصل إجتماع عائلي و النص ده قابل النص التاني كانت النتيجة الحتمية إني إنكشفت و قامت القاااائمة ..
تشنجات و دموع و هتافات تنادي أمي الراحلة من عالمها الآخر..(على أساس إنها فاضيالنا) كأنني تحولت في لحظات إلى (هنادي اللي خدها الوبا يا خال) .. ولولا أنني تعهدت أني سأعود عن طريق "الضلال" الذي أسير فيه بعزم و إصرار، و اطمأنت نساء العائلة أنهن قمن بواجبهن منعا لأن تفاجأ إحداهن بصورتي يوما ما في الجرائد كعضوة في شبكة من شبكات..( المحمول طبعا )..لما مر الموقف بسلام..بعدها و لمدة أربعة أشهر هي بقية مدة الكورس كنت أقوم بالبطولة في فيلم "جميلة بو جريد" ..تمويه و كلمات سر و عمليات نقل محفوفة بالمخاطر (أتكور) فيها في دواسة عربية الوالد حتى أستطيع الخروج من مدينتي الصغيرة و الاتجاه للقاهرة لحضور الكورس (اللي كان كورس سيناريو و الله مش رقص شرقي ولا حاجة) ..
الوضع في القاهرة لم يكن بهذا الاختلاف أيضا ..كان البعض ينظر لي وكأنني الملحق الثقافي لسفارة كوكب عطارد ..بينما يصر البعض على معاملتي و كأنني المغفور لها بإذن الله الآنسة "ليلى بنت الريف"..و أتساءل ..ما هو الغريب لهذه الدرجة في فتاة من الأقاليم تريد أن تدرس السيناريو؟..و ما هو البديل عن السفر إلى القاهرة في ظل سيطرة كاملة للعاصمة على كل مفردات الحياة الثقافية تاركة بقية أقاليم مصر في حالة من الحرمان الثقافي الحاد ؟و ما هو العيب في السفر ؟ ..أو في الدراسة ..أوفي خوض أي مجال من المجالات ..
أفهم حرص المجتمع على أية فتاة ..لكن النظر لكل فتاة على أنها حادث ينتظر وقوعه كفيل بأن يكبلنا جميعا و يفقد المجتمع نصفه المنتج في كل المجالات ..أحلامنا تستحق ان نسعى وراءها أينما تكون ، أما عني فأنا فخورة بثقة والدي ..واثقة من أخلاقي و تربيتي لكني في الوقت نفسه أعكف على مشاهدة مجموعة من أفلام الزميل: الخواجه"جيمس بوند" إستعدادا لمغامرات قادمة أقوم بها للتخلص من كاميرات المراقبة الخاصة بنساء العائلة الكريمة..أصلي عقبال عندكو..ناوية أدرس إخراج.. و بناء عليه فلابد و أن تتحول حياتي ل "فيلم أكشن"حتى يأتي يوما و تكف الكاميرات عن المراقبة و تتركني أسعى خلف حلمي كما أريد.