إوووعى تحسبها صح

غادة عبد العال
غادة عبد العال

آخر تحديث: الخميس 9 أبريل 2009 - 4:09 م بتوقيت القاهرة

 طأطأ بطل يجيب الكارت أبو 25 جنيه وبيجيب الكارت أبو 10 جنيه وبالفرق عمل فرحه فى لندن وبيقضى شهر العسل فى هاواي.. صبحي وفر فى أكل الجبنة الرومى وجاب فيلا فى التجمع الخامس بالبيسين وجاب عوامه وزة كمان.. حنكش قلّب بقية فلوس العيش اللى مامته كانت بتديهوله و بيهم قدر يدفع مصاريف الجامعة الامريكية.. عم حسين بواب العمارة وفر التيبس اللى بياخده من السكان واشترى رينالدو بتاع البرازيل....تحسبها صح ..تعيشها صح!

دي هي النسخة الإنترنتية من الإعلانات التوجيهية المنتشرة في الشوارع و التليفزيون انتشار حرائق الجرد في آخر السنة المالية .. الأستاذ فلان اللي وفر في الكهربا فدخل ابنه حضانة ولاد الناس الكويسين أم 10 آلاف جنيه في السنة مع العلم بأنه أساسا مرتبه 300 جنيه في الشهر .. والمدام اللي وفرت في تمن الأدوية و قدرت تطلع أسبوع مارينا على أساس إن أسبوع مارينا ده بيتكلف 175 جنيه.

.بغض النظر عن الأفكار الغريبة اللي بتؤكد إن المسئول عن الحملة دي أكيد كان أدبي و مالوش أساسا في الحساب و بغض النظر كمان عن إن الناس أصلا مابتلتفتش للإعلانات دي من أيام إدي ضهرك للترعة اللي كان الفلاح بيقولها و هو بينزل الترعة بقفاه ..لكن ولنفرض إن الناس صدقت و بدأت تنفذ.. الأستاذ فلان هيوفر في استهلاك الكهربا لكن آخر الشهر هيجيله إنهيار عصبي لأنه هيلاقي الفاتورة إتضاعفت 3 مرات بعد الوزارة ما غلت سعر كيلو الكهربا عشان كانت مزنوقة في قرشين..و الأخت اللي بتوفر في تمن الأدوية و بتشتري شريط بدل ما تشتري علبه بحالها ..هتبكي بدل الدموع دم لما بعد يومين هتلاقي شركات الأدوية غلت الأسعار 400% و الصيدلي هيبيعلها الشرايط القديمة بالسعر الجديد ..و اللي هيوفر في المياه هيلاقي البنزين زاد ..و اللي هيوفر في البنزين هيلاقي العيش زاد ..و اللي هيوفر في العيش هيلاقي اللحمة (لو بيشوفها) زادت وهكذا..

يعني حسبناها أو ماحسبنهاش ..كده كده الميزانية مخرمة..و جولات السلف بتبتدي يوم 3 في الشهر..و الشيء الوحيد اللي بيحمي المصري من الإصابة بشلل رباعي و هو بيقرا أخبار مرتب مدرب المنتخب و أجر عمرو دياب في شريطه الجديد هو إنه يطلع آخر جنيه في جيبه و يبقشش بيه على نفسه و يعيش 3-4 دقايق و هو ملك زمانه ..مش مهم بقى بكره فيه إيه ولا العيال هتاكل إيه و لا حتى هيروح بيتهم النهاردة إزاي ..

و أمام الأزمة المالية المستمرة منذ عهد الفراعنة..و مرمطة مرتبات الموظفين أمام غدر الأيام و إختفاء أي أثر لرقابة أو ضوابط للأسعار.. المصري كده كده هيعيشها بقواعده هو: "إصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب".."إحييني النهاردة وموتني بكره"..و بأقل القليل هيعيش كما كانت جدتي تقترح دائما أن يعيش.. "أقرع ونزهي"..و مش هيحسبها صح ..لأن هي دي الطريقة الوحيدة قدامه عشان يعيشها- ولو لـ 3 دقايق – صح.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved