المعلم (رضا) المرشح المحتمل

غادة عبد العال
غادة عبد العال

آخر تحديث: الثلاثاء 10 أبريل 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

منذ بدء الحديث عن انتخابات الرئاسة القادمة (اللى هو بدأ قبل حتى مبارك ما يتنحى أصلا)، ويتوافد علينا كل شهر أو شهرين مرشح جديد، بعضهم كان متوقعا ترشيحه والبعض الآخر كان مفاجأة أو نكتة أو طرفة تستحق وضعها فى باب «صدق أو لا تصدق». البعض اشتهر بـ«صلعته» والبعض بـ«بطته» والبعض بـ«سى ديهاته» والبعض بـ«دقنه» والبعض الآخر بكونه اتقتل قبل كده مرتين تلاتة فى سبيل الوطن، لكن الدايرة اتسعت بعدها لتشمل مواطنين عاديين: موظف بالمعاش، معلم مقاول، مدرس ثانوى، والمعلم «رضا».. كان المعلم «رضا» (صاحب القهوة اللى تحت بيتنا)، دايما بيمثل بالنسبة لى ضمير الشعب، من صغرى وأنا أعشق الوقوف فى بلكونتنا للاستماع لتحليلاته السياسية للأحداث الراهنة، وتوقعاته للأحداث المستقبلية والدروس المستفادة من أحداث الماضى. كان من رأيه مثلا أن «عبدالناصر» لو استمر فى حكم مصر كنا رمينا إسرائيل فى البحر، أما «السادات» لو كان استمر كان زمان المصريين طلعوا القمر، كان عنده حلول جذرية لمشاكل زى البطالة مثلا: إحنا نلم كل العيال اللى قاعدين على القهاوى ونرميهم فى الصحرا.. هم هيتصرفوا، ومشاكل تانية زى أزمة الزواج: إحنا نعمل كشف (خانة للرجال وخانة للبنات) ونجوز كل خانة للتانية ونخلص.

 

 المعلم «رضا» اللى رشح نفسه مرة فى المجلس المحلى.. وخسر، ومرة تانية رشح نفسه فى انتخابات مجلس الشعب.. وخسر برضه، المرة دى مصمم يرشح نفسه فى الرئاسية وواثق من الفوز، مش بالمنصب لكن على الأقل بمكاسب الترشح نفسها، دى كانت اول مرة أسمع عن مكاسب الترشح ومميزات كون الشخص «مرشح محتمل». قال المعلم «رضا» لمؤتمره الجماهيرى اللى كان فيه 3 أصحابه وزباين القهوة وواحد غريب كان معدى بالصدفة والمعلم حلف عليه بالطلاق ليحضر المؤتمر. قال إن مزايا الترشح لا تعد ولا تحصى، يعنى بمجرد ما ياخد ورقة من اللجنة العليا للانتخابات بتقول إنه «مرشح محتمل» مش هيكون عنده أى مشكلة فى إنه يغير أنبوبة البوتاجاز من المستودع على الأقل مرتين فى الشهر، مش ممكن يبقى «مرشح محتمل» ويفضلوا معطلين قرار العلاج على نفقة الدولة اللى معمول لأمه وأكيد هيعملولها العملية اللى متأجله بقالها سنتين ونص. أكيد أكيد المدرسة التجريبى اللى رفضت ولاده الكبار قبل كده بعد ما عرفوا إن أبوهم صاحب قهوة، أكيد هتقبل البنت الصغيرة اللى نفسه يشوفها بتتعلم تعليم نضيف وتكبر تبقى وزيرة بتلعب أمريكا على الشناكل ولا الست فايزة أبوالنجا، احتمال يصحى الصبح يلاقيهم مسفلتين الشارع اللى ساكن فيه، مش معقول شارع تراب زى ده يسكن فيه «مرشح محتمل».

 

 واحتمال بعيد بس مافيش حاجة بعيدة عن ربنا، إنهم ييجوا يشيلوا كوم الزبالة اللى على أول الشارع اللى بأه أعلى من كل بيوت المنطقة ويحطوا كام عمود نور يمكن يبعدوا العيال اللى شكلها غلط اللى بييجوا يتلموا فى الضلمة كل يوم، وهكذا استمر المعلم «رضا» فى سرد أحلامه اللى هتتحقق بعد ما ياخد الورقة المختومة بختم النسر اللى بتمنحه لقب «مرشح محتمل».

 

كل الأحلام اللى المفروض ما تكونش أحلام، المفروض والمنطقى والعادى إنها تبقى حقوق لكل بنى آدم، لأى بنى آدم، لكن فقط فى مصر محتاج تترشح للرئاسة عشان تحلم إنك تكون بنى آدم، وفقط فى مصر ما انتاش واثق فى حد تانى يحققلك أحلامك فى إنك تكون بنى آدم، فلهذا أنت مضطر إنك تحاول تكون «مرشح محتمل»، انتهى المؤتمر الجماهيرى الحاشد بتصفيق حاد لفكرة المعلم «رضا» العبقرية الفذة وبقرار من 7 آخرين بالتقدم بأوراقهم ليصبحوا هم كما «مرشحين محتملين» على أمل إيجاد الأنبوبة والعلاج والنور ومدارس نضيفة للعيال.  

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved