سيطرة الإسلام السياسى فى مصر على مجلس النواب وسعيه للوصول إلى رئاسة الجمهورية يشكلان خطرًا كبيرًا على إسرائيل


إيلى أفيدار

آخر تحديث: الثلاثاء 10 أبريل 2012 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

يعتبر إعلان الإخوان المسلمين ترشيح المليونير محمد الشاطر لرئاسة الجمهورية المصرية أهم حدث شهدته مصر منذ سقوط حسنى مبارك. إذ يشكل هذا الإعلان إعادة فرز للأوراق ويغير كل التوقعات السابقة بشأن مستقبل مصر ومستقبل الشرق الأوسط على حد سواء. والراهن اليوم أن الإسلاميين فى مصر يسعون للسيطرة على السلطة التنفيذية بعد سيطرتهم على السلطة التشريعية وفوزهم بأغلبية المقاعد فى مجلس الشعب.

 

والمهندس محمد الشاطر، الأب لعشرة أولاد، هو الممول الأساسى لـ«الإخوان المسلمين». ولقد سبق أن سُجن أكثر من مرة من جانب نظامى جمال عبدالناصر والسادات بسبب نشاطه فى حركة الإخوان. ويتحدث المعلقون والصحفيون عن الشخصية العصرية للشاطر، الذى يريد قيادة عملية التغيير داخل حركة «الإخوان المسلمين» بهدف تحويلها إلى قوة حكم شرعية.

 

لكن علينا ألا نخدع أنفسنا بهذا الكلام، فكما دفع الفوز فى الانتخابات البرلمانية الإخوان المسلمين إلى التطلع إلى رئاسة الجمهورية، فإن سيطرتهم على موقع الرئاسة ستغير النظرة إلى مستقبل مصر.

 

تمر العلاقة بين الجيش والقوى الإسلامية فى مصر فى مرحلة صعبة من الاضطرابات، إذ يبدو أن الجيش المصرى استغل كل رصيده الشعبى الذى كان لديه بعد الثورة، وتوجد اليوم شكوك جدية بشأن قدرته على أن يقود المرحلة الانتقالية نحو سلطة جديدة بنجاح. من جهة أخرى، فإن فوز الحركات الإسلامية فى الانتخابات التشريعية جعلها تتطلع إلى تحقيق مزيد من الأهداف.

 

إن حدوث مثل هذا الأمر سيؤدى إلى أزمة جديدة فى العلاقات بين مصر والغرب، ولا سيما الولايات المتحدة الأمريكية. ولا يبدو حتى الآن أن العالم العربى يتخوف من سيطرة الإسلاميين على السلطة فى القاهرة، بل مَن يتخوف فعلا من هذا الأمر هو واشنطن، التى تخلت عن مبارك، والتى ستُضطر فى النهاية إلى اتخاذ القرارات المتصلة بمستقبل المساعدة العسكرية الأمريكية لمصر.

 

إن طريقة تعامل البيت الأبيض مع الأحداث الاستثنائية فى مصر لا تبشر حتى الآن بالخير بالنسبة إلى إسرائيل. فقد تغير الوضع القائم فى مصر بصورة لا عودة عنها، وبات الإخوان المسلمون يسيطرون على قواعد اللعبة السياسية بالكامل.

 

لذا يتعين على القدس أن تتابع التطورات الأخيرة بدقة وألا تصدق التصريحات «المعتدلة» الصادرة عن الأطراف المصرية المتشددة. وإذا كان فى إمكاننا ممارسة الضغط على الجيش المصرى أو على أطراف أخرى تستطيع أن تكبح عملية سيطرة الإسلاميين على الدولة فى مصر، فعلينا ألا نتأخر عن القيام بذلك. فبعد الانتخابات الرئاسية فى مصر، لن يبقى من نستطيع التحدث معه هناك.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved