طبيب غير مضرب!
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 9 مايو 2011 - 9:12 ص
بتوقيت القاهرة
اختتمت الجمعية العمومية لنقابة الأطباء اجتماعها الأخير بالدعوة لاضراب سمته بالتحذيرى يوم 10 مايو المقبل فى جميع المستشفيات يعقبه اضراب مفتوح يبدأ يوم 17 مايو إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم المتمثلة فى إعادة هيكلة الأجور وإقالة وزير الصحة الحالى لاتهامه بالعمل على افساد الوزارة، كما دعا الاجتماع لمقاطعة معامل التحاليل الطبية وعيادات العلاج الطبيعى التى لا تخضع للإشراف المباشر للأطباء. استثنى الأطباء الذين يعملون بالطوارئ والحالات الحرجة وهددوا من يشق عصا الطاعة منهم بغرامات مالية أو مجالس تأديب.
رأس الاجتماع الدكتور عصام العريان أمين صندوق النقابة فى غياب النقيب وقد بدأ الاجتماع العاصف باقتراع على أن يبدأ اضرابا عاما مفتوحا فلم يحصل على أغلبية إلى أن استقر الأمر للبيان المعلن الذى وافق عليه رئيس الاجتماع وحينما استأذن فى الانصراف والبيان فى مرحلة طباعته شن الاطباء بشارع قصر العينى احتجاجا فى ظاهرة غير مسبوقة إلى أن أعلن البيان الذى نشرته كل الصحف وتصدر صفحة الأهرام الأولى يوم الاثنين 2 مايو.
كم عدد الأطباء الذين حضروا هذا الاجتماع؟ كم منهم بالفعل وافق على الدعوة للاضراب؟ ما نسبة أصحاب هذا القرار إلى عدد الأطباء الذين اقسموا على الحفاظ على أخلاقيات تلك المهنة السامية ومازالوا على العهد حافظين؟ تتجلى أهمية رسالة الطب الإنسانية فى وقت الأزمات والكروب كالحرب وانتشار الأوبئة وكوارث الطبيعة الداهمة فهل نحن الآن بأقل من ذلك؟ ألا يشبه ما نحن فيه الآن أهوال الحرب ويتشابه ما نعانيه من صرف من الفوضى وانهيار الأمن بما يحدث من ارتباك فى مواجهة الأوبئة؟
الحق فى الاضراب حق يكفله القانون لمواطن صاحب قضية وقع عليه ظلم ولم يمنح فرصة للدفاع عن نفسه واسترداد حقه فهل هذا هو واقع الأطباء بالفعل؟ يعانى الأطباء ذات المعاناة التى يشكو منها كل المصريين وقد التقوا منذ أيام برئيس الوزراء الذى تفهم مطالبهم فهل عادوا إلى جموع الأطباء نتيجة هذا اللقاء وشرحوا لهم لماذا يطالبون بإقالة وزير الصحة إذا كانت الحكومة ستتغير بكاملها خلال شهور قليلة؟
لا أعتقد على وجه الإطلاق أن الدعوة للإضراب فى تلك الظروف التى نعايشها الآن قرار صائب تتبناه نقابة أصحاب الغايات النبيلة لذا أضم صوتى للعديد من الأطباء الذين لم يحضروا اجتماع الجمعية العمومية ولهم رأى مخالف. فأطلب من زملاء المهن مراجعة الأمر والتروى فكلنا فى الهم سواء والأولى بنا أن نساند حكومة يمكننا أن نطلق عليها صفة وطنية الآن بعد سنوات طويلة من فقدان الثقة فى كل ما هو حكومى. أتمنى أن يتراجع أصحاب الدعوة للاضراب إلى حيث يقف المرضى فى انتظارهم.