إسرائيل بمواجهة مأزق الضفة.. «السلطة» أم عملية عسكرية؟

مواقع عربية
مواقع عربية

آخر تحديث: الثلاثاء 9 مايو 2023 - 8:25 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع 180 مقالا للكاتب مهدى عقيل، تناول فيه ما تشهده إسرائيل حاليا من انقسام فى الآراء حول حل المعضلة الأمنية فى الضفة الغربية، ما بين من يدعو إلى شنّ عملية عسكرية فى الضفة أو الاستمرار فى دعم السلطة الفلسطينية والاكتفاء بالضربات الموضعية... نعرض من المقال ما يلى.
ضبّاط الشاباك (الأمن العام الإسرائيلى)، يؤيدون وجهة النظر الهجومية، ويعتقدون أنه يجب تغيير أسلوب التحرك الأمنى فى الضفة، بَيْدَ أن وزير الدفاع، يوآف جالانت، لم يحسم موقفه النهائى بشأن الموضوع. حسبما ذكر ليلاخ شوفال فى مقالة له فى «يسرائيل هيوم».
ويضيف الكاتب، «ثمة حل آخر يمكن أن تلجأ إليه القيادة الإسرائيلية يجنبها خوض تلك الحرب عن طريق تعزيز قوة السلطة الفلسطينية بالقدر الممكن من أجل فرض حوكمتها على الأرض، وتقليص الحاجة الإسرائيلية إلى العمل داخل المدن ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين» فى الضفة.
زميله فى الصحيفة نفسها المحسوبة على بنيامين نتنياهو تمير هايمن يشاطره الرأى نفسه، ويدعو إلى التعاون الوثيق قدر الإمكان مع السلطة الفلسطينية ضد «حماس». «فعدم انهيار السلطة الفلسطينية هو مصلحة إسرائيلية واضحة، والبديل أسوأ بكثير». ومن وجهة نظره، أن ذلك «يتيح التركيز على أعدائنا الذين فى هذه اللحظة يراقبون ويفركون أياديهم فى متعة كبيرة».
وما كشفه تقرير القناة 13 العبرية، مساء الخميس الفائت، عن إجراء الحكومة الإسرائيلية «محادثات سرية» مع السلطة الفلسطينية، لاستخراج الغاز من شواطئ قطاع غزة، المعروف باسم «غزة مارين»، بموافقة نتنياهو، يؤكد التبنى الإسرائيلى لخيار تقوية ودعم السلطة الفلسطينية وإنعاشها اقتصاديا، أكثر من خيار الذهاب إلى حرب فى الضفة الغربية.
وفى المقلب الآخر، يرى المحلل العسكرى اليمينى يونى بن مناحيم فى موقع «نيوز ون»، أن شن عملية إسرائيلية واسعة النطاق فى الضفة بات ضرورة. ويقول: «ما كان يجب فعله وما زال مطلوبا هو اقتلاع البنية التحتية للإرهاب، أى احتلال مناطق نابلس وجنين مؤقتا، والقضاء على الإرهابيين وتفكيك البنية التحتية للإرهاب. وكل يوم يمرّ دون أن يشن الجيش الإسرائيلى مثل هذه العملية، تزداد قوة الجماعات الإرهابية وينضم إليها شباب جدد وينتشرون فى مناطق أخرى».
لكن زميله فى «يديعوت»، يوسى يهوشع، الذى يوافقه الرأى، يرى أن ليس بوسع إسرائيل شن هذه الحرب من دون ذريعة، إذ «تحتاج إلى مثل هذه الحملة كى «تنظف» الساحة من «المخربين» ومن الأسلحة. لكن سيصعب عليها أن تشنها دون ذريعة مهمة ــ عملية تقلب البطن ولا تترك للحكومة مفرا. العملية فى فندق بارك فى نتانيا، عشية ليل الفصح 2002، والتى أطلقت شرارة حملة «السور الواقى» بعد فترة راكمت فيها إسرائيل القتلى، والثقة التى سمحت لها بالعمل، والآن تقف حكومة نتنياهو أمام تحدٍ مشابه فى ظروف داخلية، إقليمية ودولية أقل راحة».
ويحذر يهوشع من «إدخال حماس إلى المعادلة (الحرب)، والذى من شأنه أن يجر ردا فى ساحات أخرى ليس فقط فى الضفة بل أيضا فى لبنان مثلما رأينا فى الفصح الأخير مع فرع المنظمة هناك ومثلما رأينا فى «حارس الأسوار» (غزة). وهذا ما تتجنبه إسرائيل، سوف تضطر مرغمة لأن تقاتل على ثلاث جبهات، وهذا ما يُعزّز نظرية وحدة الساحات التى يسعى محور المقاومة إلى تثبيتها فى صراعه مع إسرائيل».
من جهته، يستبعد المحلل طال ليف رام فى «معاريف» أن تؤدى مواجهة واسعة فى الجنوب إلى حرب فى الساحة الشمالية مع «حزب الله» أيضا، إذ يرى أن هذا السيناريو ليس هو المتصدر حتى الآن.
وبخلاف طال ليف رام، يذهب يوآف ليمور فى «يسرائيل هيوم» أبعد من ذلك فى تناول «وحدة الساحات» استنادا إلى «معلومات استخبارية صلبة»، ولا يحصرها بثلاث، إنما يضيف إليها ساحة ــ جبهة رابعة، بحيث يرى أن «ميليشيات شيعية» فى سوريا تنتظر اللحظة المناسبة لضرب إسرائيل.
هذه السيناريوهات العسكرية تُرسم، بالتزامن مع تعثر العلاقات الأمريكية ــ الإسرائيلية، التى يرى فيها عاموس يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا، وأودى أفنطال، العسكرى والباحث الاستراتيجى، فى مقالة مشتركة لهما فى موقع «N12»، أنه «من الصعب تخيُّل قوّتنا الاقتصادية والعسكرية والأمنية والتكنولوجية، وقدرة الردع الخاصة بنا، وحرّيّة الحركة، بالإضافة إلى المكانة الدولية والإقليمية ومستقبل إسرائيل ونموها أساسا من دون العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة ويهود الولايات المتحدة».
النص الأصلى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved