أين الدليل فى «التفويت»؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 9 يوليه 2015 - 12:55 م
بتوقيت القاهرة
•• كم مرة تداولت المقاهى والشوارع والمواقع باللمز وبالغمز وبالتصريح والتوضيح تلك الاتهامات بالتفويت، وتعمد الخسارة من جانب فريق لمصلحة فريق؟ وكم مرة ثبتت تلك العملية غير الأخلاقية؟
•• تداول تلك الاتهامات حدث مائة مرة. وإثبات الاتهامات بالدليل القاطع لم يحدث فى أى مرة.. وهى ظاهرة غير أخلاقية أن توجه الإتهامات بلا دليل.. ولذلك علق طارق يحيى المدير الفنى للإسماعيلى، قائلاً: «الاتهام بتفويت المباراة للزمالك أتفه من أن أعلق عليه».. فيما قال مختار مختار المدير الفنى للمصرى: «اتهام تفويت مباراتنا للأهلى تافه».. وأكدت الأجهزة الإدارية المعاونة للمدربين فى تصريحات أخرى أن الإسماعيلى لعب بشرف وأن المصرى لعب بشرف.
•• أعلم أنه يحدث أحيانا نوع من التعاطف بالأداء البارد والاتفاق غير المكتوب أو غير المتفق عليه كما حدث بين ألمانيا والنمسا فى كأس العالم للعبور على حساب الجزائر، وهو أمر مشين أيضاً، وغير أخلاقى لكنه بلا دليل قاطع.. فالدليل الوحيد هو الانطباع بالمشاهدة.
•• أعلم كذلك أن هناك فرقا تفوت مباريات، وأعلم تلك بالشواهد وليس بالدليل. ولم يحدث أن أمسكنا بدليل واحد فى الكرة المصرية على الرغم من أحاديث التفويت وحكاياته. لم نمسك لأنه لا يوجد من يبذل الجهد للإمساك باللصوص، الذين يسرقون عرق وجهد الآخرين.. وهذا فساد قاتل. بينما الإيطاليون مثلاً يمسكون بقضية كل موسم أو موسمين، ويعاقبون المجرمين، وأنديتهم وأكبر تلك الأندية وأعرقها بأعنف القرارت.. وهم هنا يتابعون ويفتشون عن الفساد وعن الفاسدين ويعاقبونهم. تلك وظيفة دولة العدل فى الشارع وفى الملعب.
•• إن ما جرى حول مباراتى الزمالك والإسماعيلى والأهلى مع المصرى، كان شكلاً من أشكال الحرب المعنوية بين جماهير وأنصار الفريقين.. بوسائل الحروب الإعلامية النازية والفاشية القذرة. وهو أمر لم تسقط فيه الإدارات ولا الأجهزة. فالهدف كان حث الإسماعيلى للفوز على الزمالك لعل وعسى. وحث المصرى للفوز على لعل وعسى. وقد عسى فى المباراتين وعلى الفريقين.. لكن تلك الاتهامات تشويه وتلويث لمحيط اللعبة بالكامل. وترسيخ للتعصب والعنصرية والكراهية والبغضاء والإحتراب. ويمكنك أن تضع كل ما عندك من كلمات فى قاموس اللغة بعد ذلك. فمن جهة رأيت أن الزمالك والأهلى لعبا مباراتين كبيريتين أمام الإسماعيلى والمصرى، والأداء كان مميزا.. ومن جهة أخرى كان الإسماعيلى والمصرى أضعف من أن يقاوما بأكثر من المحاولة وشرف تلك المحاولة، مع أن الفوز على الزمالك أو الأهلى كان يعنى احتفالاً مدهشاً فى أوساط جماهير الإسماعيلية وبورسعيد إلا أن ذلك لم يكن دافعا قويا وكافيا.
•• انتهى بالسؤال: لماذا هذا الإصرار من جانب المراهقين رياضيا وفكريا وأخلاقيا وسياسيا على تعزيز الشك فى مجتمع يبدأ يومه بالشك أصلاً قبل «صباح الخير» ثم يفكر فى اليقين، ويبحث عنه؟