دور كبير لمصر فى التسوية السورية
جميل مطر
آخر تحديث:
الإثنين 9 سبتمبر 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
إشارات هامة خرجت من قمة العشرين فى سان بطرسبرج. بعض هذه الإشارات يتعلق بحال العالم خلال الشهور القادمة، والحديث عن هذه الحال يطول. بعضها الآخر يتعلق بانحسار موجة الحرب على سوريا وصعود فرص التسوية السياسية.
أتصور أن القمة ومداولاتها سوف تعجل بتسوية سلمية للأزمة السورية. فمن ناحية كشفت عن قلة عزم الدول الغربية على شن حروب جديدة طويلة ومكلفة وعن تصدعات جديدة فى الحلف الغربى وانحدار أشد فى مكانة القرار السياسى الأمريكى.
من ناحية أخرى خرج الطرفان السوريان المتشابكان فى حرب وحشية وكلاهما محل اشتباه قوى بأنه استخدم السلاح الكيماوى. لم يعد الاتهام مركزا على الطرف الحاكم. بمعنى آخر، انتهت، أو كادت تنتهى، معركة الكيماوى حين فقد كلاهما جانبا من دعم الرأى العام العالمى. وانتهت، أو كادت تنتهى، المعركة الكيماوية حين استقر الصراع العسكرى عند وضع اللا غالب واللا مغلوب، وهو الوضع الأمثل الذى رمت إليه مساعى فرض الحل السياسى على الطرفين.
كانت بين آمال القوى الدولية والإقليمية الداعمة لنظام بشار الأسد أن يستعيد النظام بعض قوته فى الداخل ويكسب أرضا فقدها فى الساحة الدولية، كشرط أساسى لاستئناف التسوية السياسية. وقد حدث بالفعل أن حقق النظام والقوى الداعمة له انتصارات متعاقبة كان آخرها الانتصار السياسى «النسبى» فى سان بطرسبرج.
فى الوقت نفسه، تأكدت الأطراف الدولية كافة من أن المعارضة السياسية لنظام الأسد استنفدت كل الطرق للتوحد وفشلت. فشلت إلى الحد الذى أثار الشكوك فى إمكانية أن تضمن هذه القوى فى حال رحل الأسد ونظامه، استقرارا سياسيا وأمنا إقليميا. بل قيل لى صراحة إن جهات نافذة تعتقد أن الحرب ستستمر بين فصائل المعارضة مهددة صمود أى تسوية سياسية أمكن التوصل إليها.
صديق كان قريبا من تسويات الحرب الأهلية اللبنانية سمعت منه أن الحالة السورية تقترب متدرجة من الوضع الأمثل الذى يرشحها لتسوية على نمط اتفاقية الطائف. وهى الاتفاقية التى توصلت بفضل السعودية وكرم ضيافتها إلى وقف الحرب الأهلية اللبنانية. اختلفت مع الصديق لأنه بالإشارة إلى « الطائف» أراد أن يوحى بتطبيق «الحل الطائفى» الذى فرض على أطراف الصراع اللبنانى. يعرف الكل أن «الفسيفساء» السورية تختلف شكلا وجوهرا وتاريخا عن فسيفساء لبنان. أراد أيضا أن يوحى بضرورة أن توجد دولة عربية مستعدة للقيام بالدور الذى قامت به السعودية. الأمر الذى يبدو للكثيرين مستحيلا فى الظروف الحالية لأسباب واضحة.
أنا شخصيا أعتقد أن مصر، ببعض الخيال والجهد والمثابرة، مؤهلة للعب هذا الدور. أعرف أيضا أن بين الدبلوماسيين المصريين من اقتنع وتحمس ولديه أسبابه الرصينة.