المذيعة المجتهدة وجراح القلب النصاب (2)
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 9 سبتمبر 2016 - 9:39 م
بتوقيت القاهرة
تلقيت خلال الأسبوع الماضى سيلا ــ وإن توقعته إلا أننى لن أتخيل حجمه ــ من رسائل البريد الإلكترونى والمكالمات التليفونية تعليقا على ما كتبت الأسبوع الماضى بصدد «المذيعة المجتهدة وجراح القلب النصاب». بل هناك عدد من زملائى أطباء القلب الذين طالهم أذى النصاب تفضلوا بزيارتى فى مكان عملى لتوضيح ما خفى من حقيقة الأمر. بلا استثناء هم مروا بتجارب كان عليهم فيها إصلاح ما اقترفت يداه من أذى دفع ثمنه مرضى لا حول لهم ولا قوة خدعهم الإعلام فذهبوا إليه سعيا وراء العلاج بلا جراحة أو تدخل بتركيب دعامة أو توسيع شريان الأمر الذى يدعو إليه ويؤكد أنه قادر عليه باستعمال الأدوية فقط إلى جانب قدراته الإيمانية الخارقة.
حتى العلاج بالأدوية كانت أخطاؤه فيه فادحة: أدوية تأتى بنتائج عكسية، جرعات ناقصة وأخرى زائدة إلى الحد الذى يؤدى لهبوط عضلة القلب، أدوية لو استخدمت معا تؤدى إلى فشل أجهزة أخرى كالكلى على سبيل المثال. أخطاء مهنية فادحة وجهل يعلن عن نفسه فى تذاكر طبية تحمل اسمه وأخرى على أوراق غاب عنها اسم صاحبها وإن حملت توقيعه.
كان أول المتصلين الزميل الدكتور أحمد حسين من نقابة الأطباء المعروف بالتزامه بقضايا مجتمعه وإسهاماته فى مجال الخدمة العامة بلا حدود، أكد لى علم النقابة بتجاوزات النصاب وأن مجلس النقابة استدعاه لسؤاله فلم يستجب على الإطلاق وإن محاولات العثور عليه لم تسفر عن أى حقيقة ثابتة فلا عنوان ولا تليفون ثابت إذ إنه يقوم على تغييره باستمرار. وأن المرة الأخيرة التى استطاع د. أحمد حسين بنفسه أن يصل إلى رقم لسكرتيرته ليسألها عن عنوان العيادة كان ردها: اوصل لهيبر وان وكلمنى ادلك على العنوان. أطلت فى الحديث عن ملابسات أردت منها أن أشرح أن الفساد هنا أمر واقع يعرفه كثيرون ويراه أطباء محترمون فى تقديرهم أن الأذى الذى يلحق بمرضى القلب من جراء ممارسات يروج لها الإعلام إنما هى ممارسات إجرامية تستهدف الكسب غير المشروع دون النظر لخطورة النتائج على حياة الإنسان.
حاولت أن أؤدى واجبى كاملا اتصلت بمكتب وزير الصحة ليرد المتحدث الرسمى باسم الوزارة الدكتور خالد مجاهد طلبت منه أن يقرأ ما كتبت وشرحت له وجهة نظر زملائى، سمعت كلمات مشجعة لكننى لم أتلق إلى الآن أى رد فعل للوزير أو تعليق.
كان على أن أتصل بالمذيعة المجتهدة وقد كان اتصلت بالأستاذة دينا رامز المذيعة التى استضافت «أصغر جراح قلب فى مصر» فلم يعترض كونه جراحا بل علق ضاحكا «ربما لا أكون الأصغر فعمرى الآن ٣٢ سنة»، وأكمل حديثه يشرح رؤيته فى أن العلاج دون جراحة هو أسلوبه فى العلاج توقعت أن تلقانى بتهجم لكنها فى الحق أولى بأن يذكر استقلبت مكالمتى بلطف وهدوء. بدت منزعجة مما سردت وكان ردها أنها تعتمد على المادة التى يقدمها لها معدو البرنامج لذا فليس لديها أى فرصة للتحقق من شخصية الضيف الذى تحاوره. أضافت أيضا أنها على دراية بالفارق بين الإعلان والإعلام وأن الفقرات الإعلانية فى برامجها تقدم تحت عنوان فقرة إعلانية. أنهت حوارها بأنها لا تسمح أبدا لضيفها بذكر أسماء أدوية أو عناوين عيادات، اعتذرت إذا ما كان فى برامجها ما أضر بالمرضى ووعدت أن تعود لمعدى البرنامج لمناقشة الأمر والتأكيد على ضرورة مراجعة بيانات الضيوف.
كانت تلك حصيلة جهدى خلال الأسبوع الماضى لمواجهة قضية بالغة الأهمية. النصب باسم العلم والدين حينما يمارسه طبيب رفع يده يوما ليقسم على أن يكون فى خدمة المريض جريمة يذكيها مجتمع فاسد. اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.