الإنفلونزا الموسمية فى زمن الكورونا
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 9 أكتوبر 2020 - 9:40 م
بتوقيت القاهرة
ينتظر العالم بلهفة إنتاج اللقاح الواقى من عدوى «كوفيد ــ ١٩»، رغم أن الأمر شابه الكثير من تداخل الأغراض السياسية، إلا أن الحصول اللقاح بدا عامل حسم فى تلك الدوامة التى داهمت العالم بأسرة، لم ينج منها إنسان. أصبح إنتاج اللقاح فى حكم الواقع الغريب، غير أنه يبدو أن المشكلة لم تعد إنتاجه بل ما سوف يلقاه من مقاومة فى تناوله بعد إنتاجه. رغم أن لقاحات كثيرة سابقة قد أنقذت العالم والإنسان من أوبئة خطيرة وقضت عليها تماما كالجدرى والدفتيريا وشلل الأطفال فإن فكرة اللقاح الواقى كثيرا ما لقيت مقاومة، كتلك التى لقاها المصل الواقى من الحصبة والذى شاع أنه يسبب أطياف التوحد لدى الأطفال الذين يخضعون لتناوله، حتى إن الحصبة بدأت مرة ثانية فى الظهور وبأعراض قاسية قد تصل إلى حد الوفاة، عندما رفض الآباء أن يتناوله الأطفال فى الولايات المتحدة الأمريكية.
اللقاح الواقى لعدوى «كوفيد ــ ١٩» يلقى مقاومة قبل ظهوره: إذا تفادينا الحديث عن نظرية المؤامرة وأنه سيأتينا فى صورة شريحة إلكترونية تُخضع الإنسان لإرادة صانعيه، وأن الغرض منه التخلص من عدد البشر الزائد عن احتمال الكرة الأرضية، ستواجهنا آراء أخرى أقل تطرفا وأكثر عقلانية.
تحدَّث بعض العلماء عن ذرات الألومنيوم فى اللقاح الواقى والتى ستستقر فى أنسجة وخلايا مخ الإنسان لتقوده للإصابة بالألزهايمر، بدا الأمر مقنعا بعض الشىء، لكن هناك أيضا من تصدى للفكرة شارحا أن المقصود بتلك الذرات أمر مختلف عن الذرات النشطة للألومنيوم التى تصيب الإنسان بالألزهايمر.
ارتفعت أصوات أخرى تطالب بعدم تناول لقاح الإنفلونزا الموسمية هذا العام.
لقاح الإنفلونزا الموسمية هذا العام لقاح رباعى، تم إنتاجه من أربعة فيروسات تم إضعافها والتأثير على نشاطاتها لأدنى حد، تلك الفيروسات الأربعة تمثل اثنين من مجموعة A وآخران من مجموعة B، الأمر الذى يكفل الوقاية من معظم الفيروسات المسببة للإنفلوانزا الموسمية.
تبدأ الإنفلونزا الموسمية فى مهاجمة الإنسان فى الفترة التى تبدأ من أكتوبر إلى مارس، لذا فالآن هو الوقت الملائم تماما لتناول التطعيم.
الواقع أننى أؤمن بالعلم وأثق فى معطياته لكننى أيضا أتعاطف مع من يشككون فيه؛ لأن العالم للأسف يشهد تغول السياسة علي العلم بما يشوه بعض حقائقه، الأمر الذى يثير حوله الشكوك والشبهات ويمنح العذر للمشككين فيه .
رسالتى المخلصة إليكم اليوم: لقاح الإنفلونزا الموسمية هذا العام للأسرة بأكملها، خاصة كبار السن والأطفال والمرضى بأمراض مزمنة. ثقوا بالعالم والعنوا السياسة واحرصوا على اللقاح. الإنفلونزا فى زمن الكورونا قد تبدو أكثر شراسة فاستعدوا لها.. دمتم سالمين.