لا جمهورى ولا ديمقراطى
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
الأحد 9 نوفمبر 2014 - 8:15 ص
بتوقيت القاهرة
رغم أن الاقتصاد الأمريكى منتعش بعض الشىء فإن الشعب الأمريكى قال كلمته وها هو يعطى للرئيس أوباما الديمقراطى «كونجرس» جمهوريا كامل العدد بمجلسيه والذى باستطاعته تعطيل أى قانون أو قرار مصيرى يريد الرئيس أوباما اتخاذه فى السنتين المتبقيتين له فى الرئاسة، ويقول المتخصصون فى الشأن الأمريكى برغم أن الاقتصاد يتحسن فإن الشعب الأمريكى يعيش فى «خوف»، خوف من الإيبولا، وخوف من داعش، إضافة إلى ذلك أن كثيرا مما وعد به الرئيس أوباما فى انتخابات 2008 لم يحققه لذا اختاروا كونجرس جديدا من الحزب الجمهورى.
كثيرون فى مصر والعالم العربى هللوا لنجاح الحزب الجمهورى نكاية فى الرئيس أوباما ولكن أقول لهم مهلا. ربما بعض السياسات الداخلية للولايات المتحدة الأمريكية يختلف عليها الحزبان الكبيران ولكن بالنسبة للشرق الأوسط الاختلافات طفيفة فالحزبان يعطيان إسرائيل الاهتمام الأول لذا يخاطبان دائما الناخب اليهودى الأمريكى إرضاء لإسرائيل (رغم أن الكتلة التصويتية ليست كبيرة ولكنها ضاغطة) وفى الماضى القريب غزا الرئيس الأمريكى السابق بوش الابن أفغانستان بحجة ضربات التاسع من سبتمبر لضرب القاعدة التى ترعرعت فى حضن المخابرات الأمريكية سلاحا وتدريبا وتمويلا، ثم هو ذاته الذى بحجة ديكتاتورية صدام حسين وبناء على معلومات كاذبة انه يمتلك قنابل نووية وأسلحة كيمائية غزا العراق وقسم البلد على أسس طائفية وشرذم الجيش العراقى.
ولا ننسى أن من أججوا الضغينة ضد 30 يونيو كان السيناتور الجمهورى جون ماكين الذى هاجم هذه الثورة وهاجم مصر وتتطاول على شعبها لحساب الإخوان المسلمين. والتاريخ يعلمنا أن ما يخص مصلحة البلاد العليا يتوحد عليه الحزبان بدليل أنه فى اليوم التالى مباشرة لنجاح الحزب الجمهورى وفوزه بأغلب المقاعد قال الرئيس الديمقراطى اوباما بأنه سيطالب الكونجرس بمزيد من الدعم للحرب ضد داعش فى العراق وربما الحرب على الأرض والجو معا، وغيرها من المواقف، أحببت فقط إعطاء بعض الأمثلة.
خلاصة القول، يجب ألا نأمل بأن مع الكونجرس الجديد ستتغير السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط كثيرا ولكن بدون أن نعادى أحدا علينا أن نتوكل على عرقنا وسواعدنا وندافع عن مصالحنا ولا نفرط فيها أبدا.