«كوفيدــ19».. نهاية الرأسمالية
صحافة عربية
آخر تحديث:
الإثنين 9 نوفمبر 2020 - 9:35 م
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة الاتحاد الإماراتية مقالا للكاتب محمد عارف... جاء فيه ما يلى:
«الرأسمالية تحطّمت، وإصلاحها يبدأ بتأمين لقاح لكورونا مجانا لجميع سكان العالم». ذكرت ذلك «ماريانا مازوكاتو» أستاذة الاقتصاد فى «كلية لندن الجامعية»، وقالت: «الأزمات أيقظتنا على حقائق قاسية، كالنيران الوحشية التى اشتعلت على امتداد الساحل الغربى للولايات المتحدة فى سبتمبر الماضى، وهزّتنا بعنف على وقائع تغيّر المناخ العالمى، والانهيار الاقتصادى، والكارثة الصحية التى سبّبها فيروس كورونا»، وهذا يجبرنا، فى تقدير مازوكاتو: «على الأخذ بالاعتبار المشاكل القائمة للرأسمالية، وحتى قبل أن تسبب الجائحة خسارةَ ملايين الناس وظائفهم، كان العمال يجابهون تقلقل سوق العمل الغالب عليه عقود العمل القصيرة».
وأوضحت عالمة الاقتصاد أن «عقودا من استقطاع الموازنات فَّتتت الخدمات العامة، حيث استقطعت الحكومة البريطانية مليار باون إسترلينى من موازنة الصحة العامة منذ عام 2015، فيما حظى حاملو الأسهم بالربح، عبر مخططات إعادة شراء الأسهم، بدلا من الاستثمار فى البحث والتطوير وتأمين الأجور وتدريب العمال»، وتعتقد الباحثة أن «الفرصة الآن متاحة لعمل الرأسمالية بشكل مختلف، ليس فقط بسبب كوفيدــ19 الذى يشكل خطرا رئيسيا على صحتنا العامة والاقتصاد، وإنما بسبب مخاطر مقبلة أعظم من ارتفاع الحرارة فى كوكبنا، ما لم نستخدم هذه الأزمة لتغيير طرق حياتنا»..
و«ديمقراطياتنا تحتاج إلى تغيير»، عنوان ندوة عقدها «منتدى أثينا للديمقراطية»، داعيا إلى أن «تكون الحكومات أكثر استجابة للمواطنين»، شارك فى الندوة قانونيون ومسئولون ذكروا أن جائحة فيروس كورونا والاحتجاجات ضد اللامساواة العرقية، امتحنت قيادات مختلف الأنظمة حول العالم، وأحدثت تغيرات غير متوقعة، لكنها «ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التى تصطدم فيها الديمقراطية بأزمة»، واستعرضت الندوة سوابق تاريخية، وكيف فازت فيها أنظمة سياسية مختلفة أو خسرت شرعيتها فى مواجهة تحديات كارثية.
ويثير الاستغراب عدم دراسة الباحثين تجربة الصين، حيث عمل نظامها الصحى بشكل مختلف، حقق لها النجاح فى مواجهة «كوفيدــ19»، والفضل فى ذلك لحكمة الصين التى قال عنها كونفشيوس: «توجد ثلاث طرق لنيل الحكمة، أولا بالتأمل، وهى أرقاها، وثانيا بالتقليد، وهى أسهلها، وثالثا بالتجربة، وهى أكثرها مرارة»، وحتى الكتاب الشيوعيون لم يتوقفوا عند تجربة الصين، صاموئيل كاهر، المحلل السياسى فى جريدة الحزب الشيوعى البريطانى «مورنينغ ستار»، تساءل فى مقالة ترجمها للعربية الباحث والكاتب العراقى الماركسى عادل حَبَه: «إذا كان من الممكن وضع المتشردين الذين لا مأوى لهم فى الفنادق أثناء الجائحة، على سبيل المثال، فلماذا لا يتم القضاء على التشرد بشكل دائم؟»، واستشهد الكاتب بالفيلسوف الماركسى الإيطالى أنطونيو غرامشى، الذى قال عن أزمة عام 1930 إنها كانت بالتحديد تتمثل فى حقيقة أن «القديم يحتضر والجديد لا يمكن أن يولد، وفى فترة الاستراحة هذه، تظهر مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأعراض المرضية»، وهى ملاحظة اعتبر الكاتب البريطانى أنه «يمكننا تطبيقها على الوضع الآن، مع تعمق أمراضنا الحالية، بما فى ذلك عدم المساواة الهائل والاستبداد المتزايد وردود الفعل القومية والتهجير الجماعى للناس بسبب الحرب وتغير المناخ والانهيار البيئى»، وتناول الكاتب عددا كبيرا من الأفكار لإرساء «قواعد اقتصاد أخضر جديد قائم على أشكال عمل أكثر توجها صوب الرعاية الاجتماعية، والدخل الشامل، ووضع نهاية للتنمية الرأسمالية التقليدية»، وأضاف: «يمكننا الآن بالفعل رؤية السمات المميزة للفترة الجديدة: تغلغل الاقتصاد عن طريق الذكاء الاصطناعى، والبرنامج الإلكترونى لاتصالات الفيديوZoom، والانتقال من وقود المتحجرات المرعب (المتوقع أن يبلغ الذروة فى عام 2030) إلى أنظمة الطاقة المتجددة.. لكن لم تظهر حتى الآن مظاهر التسوية السياسية الجديدة، التى تتناسب مع التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والبرنامج الأساسية الجارية، وعندما يحدث ذلك، أو عندما ينهار النظام القديم، يكون العصر الجديد قد بدأ بشكل نهائى».