عملية إحياء الديمقراطية
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 9 ديسمبر 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
●● اللحظة شديدة الخطورة.. إنها اللحظة الراهنة التى لا تحتمل هذا الصراع السياسى وأساليبه.. المصالحة هى الحل الوحيد والاختيار صفر.. لأن البديل مفزع، ولابد ان تكون المصالحة صادقة وعميقة وحقيقية، وإلا فإن آثار أزمة الديمقراطية الغائبة، ستبقى حاضرة سنوات بكل ما فيها من سلبيات ودمار يطول أجيال (الحرب الأهلية اللبنانية استمرت 23 سنة والرماد مازال تحت الهشيم).
●● الإعلام الخاص أو الحكومى عليه أن يكون منصفا وينقل بحيادية ومهنية الحقيقة المجردة.. والذين يعتبون على الإعلام الخاص، عليهم أيضا أن يقبلوا عتاب الطرف الآخر على الإعلام الحكومى، الذى لم يتغير، فأثناء الحشود والحشود المضادة وما يخيم عليها من أشباح وخطر كانت القناة الأولى بالتليفزيون المصرى تقدم برنامجا عن طريقة عمل الطعمية..!
●● جلست ثلاثة أيام أتابع برامج وفضائيات وحوارات، وكذلك إعلام المواطن الذى يمارسه الشباب.. وهو إعلام بات تأثيره هائلا وسريعا، ووسيلته جهاز تليفون صغير ينقل ويسجل كل شىء من خلال التويتات والفيديوهات وصفحات التواصل الاجتماعى.. بما فيها من أخبار خاطفة وآراء سياسية شجاعة وأفكار إنسانية وروح وثابة، وكثير من السخرية والدعابة.
●● من واقع مشاهداتى فى الأيام الماضية، ولاسيما فى عمليات تحريك الجموع والتأثير فى العقل الجمعى رأيت خلافا سياسيا يحوله البعض إلى صراع بين فريق يرفع راية الدين وفى الوقت نفسه نفس الفريق يسحب الدين من منافسه. والصراع السياسى يمكن أن يكون صحيا مادام فكرا بفكر ورأيا برأى ورؤية ضد رؤية.. لكنه يكون خطرا حين يرتدى عباءة الدين بأى وسيلة.
●● السياسة هى فن الممكن.. هكذا عرفت منذ عشرات السنين. ترى هل تغير التعريف؟ ربما. لكن ما هو ممكن الآن هو الالتقاء فى منتصف الطريق، وإحياء الديمقراطية التى تنهار، وإلا سيظل الحشد والحصار، ثم الحشد والحصار المضاد وسيلة كل معارضة مستقبلا. ولذلك لابد أن يحكمنا الصندوق. ومن يريد التغيير حقا عليه أن يعمل فى الشارع ويتحرك من أجل هذا التغيير.
●● العنف مرفوض. ضد منشآت وضد أشخاص ومقار. وحماية المجتمع تنبع من المجتمع أولا. فقد سقطت نظرية الحلول الأمنية فى مواجهة الحشود منذ 25 يناير. فلا الشرطة تقدر على مواجهة مائة ألف، ولا المدرعات والدبابات تقدر على صد عشرة آلاف. ومعلوم أن ضحية واحدة سوف تشعل موجات الغضب التى لن يوقفها كل الأسلحة. إذن لابد أن يكون هناك عقد بين أفراد وأطياف المجتمع على حماية المجتمع. ويبقى فى يد الدولة سلاح القانون الصارم والعادل.
●● يبقى عندى ما يلى: عشت فترات جميلة وصعبة فى بلدى. عشت سنوات الأحلام. وسنوات الأوهام. وعشت انتصارات وانكسارات الوطن. وانتظرت مع جيلى الحرية والديمقراطية وتداول السلطة، انتظرنا بلهفة. وطال الانتظار.. وحين طلت الحرية والديمقراطية أخيرا، شوه جمالهما الانفلات والفوضى والعنف.. ولم أعرف الخوف على مصر أبدا حتى فى نكستها العظمى كما عرفته هذه الأيام.. وأخطر ما يهدد وطن هو خوف مواطنيه عليه وعلى أنفسهم من أنفسهم..!