هذه الصورة الحلوة
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 9 ديسمبر 2014 - 8:15 ص
بتوقيت القاهرة
•• قبل أن تقرأ:
الرياضة وكرة القدم نشاط إنسانى جميل.. والمباريات عبارة عن صراع بين طرفين، صراع أقرب إلى الحرب المشروعة، ونتيجته حقيقية، ليس فيها كذب أو خداع.. والمباراة بمشاهدها كلها صورة الحقيقة.. والموضوع هنا ليس من فاز ومن خسر أو لماذا وكيف.. فهذا هو الجزء المسطح فى المشهد.
•• صباح يوم مباراة الأهلى وسيوى سبور استقبلنا خبرا يقول باقتحام الألتراس لبوابة باستاد القاهرة بسيارة نقل.. غضبت، وشعرت بالقلق بسبب هذا الخبر كما استقبلناه.. ولم يكن الخبر دقيقا كما ألقى إلينا وعلينا. ونفى شباب الالتراس قصة الاقتحام، واعترف لى من هم مقربون منهم، بأن الدخول إلى الاستاد قبل الموعد المقرر كان خطأ.. لكن لم يحدث اقتحام بسيارة نقل وتدمير البوابة..؟
•• فقرة اعتراضية:
كل عنف أرفضه، وكل تجاوز لفظى أو بالفعل أرفضه وكل خروج على القانون أرفضه. وفكرة الثأر أو الخصومة المسيطرة على بعض شباب الألتراس أرفضها.
•• علق شباب على غضبى، وعلقت أم بأن ابنها موجود فى الأستاد ولم يحدث هذا الاقتحام. وقال مدير أمن القاهرة إن الأمر انتهى بتعليمات من وزير الداخلية بضرورة احتواء الموقف والحوار. وكذلك فعل وزير الشباب والرياضة. وكانت تلك هى الحكمة التى تفرضها منصب من يتولى المسئولية، وكانت النتيجة احتفالا واحتفاء رائعا من هؤلاء الشباب بفريقهم وبكرة القدم ولولاهم ما فاز الأهلى.. فقد كانوا الوقود الذى حرك اللاعبين وخلع عنهم كلمة اليأس، وزرع فيهم الإرادة.. وبانتصار الأهلى انتصر جمهوره فى فكرة: «الكرة للجمهور». وخرجنا جميعا بأهمية عودة الجمهور إلا أن الأمر أمنيا قد لا يكون له علاقة بالألتراس أصلا، فربما يندس بينهم شيطان الإرهاب ويفسد ويؤذى ويدمر..
•• فى لحظة انفعال صادقة بلازيف التقط مصور رويترز صورة لضباط أمن مركزى وهم يطالبون الحكم باحتساب ضربة جزاء.. هم ليسوا بالضرورة أهلاوية، ولكنهم بالقطع من المصريين. هم أهلنا. أشقاء وأقارب. هم مثلهم مثل جيشنا مكون من الشعب. من أبناء مصر. فهل هناك بيت مصرى أو أسرة مصرية ليس لها ضابط أو جندى فى الجيش والشرطة؟
•• الصورة حلوة.. وانفعل بها الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى لأنها صادقة. وهم يحبون الصدق وينتظرون الصدق. فمن أسف أنهم ولدوا وكبروا ووجدوا حولهم كما هائلا من الزيف. والصورة حلوة على الرغم من وجهة نظر تقول إنه لا يجب على رجل الأمن أن يترك عمله ويتابع مباراة أو ينفعل بحدث.. وهذه مبالغة فى المطالبة.. ربما كان ومازال المجتمع الدولى يتعجب ويضحك أحيانا على العسكرى البريطانى الذى لا يبتسم، ولا تهتز له شعرة وهو يؤدى عمله ولو «زغزغته» لن يطرف برمشه.. ثم إن العسكرى البريطانى وأمثاله لم يمروا بما تمر به مصر الآن.. حدث لهم ذلك قديما جدا.. فدموية اللعبة فى بريطانيا وأثناء فترات البداية، كانت وراء تحريمها ومنع ممارستها بفرمانات من ملوك انجلترا (ادوارد الثانى)، و(ريتشارد الثانى)، و(هنرى الرابع، لأنها لعبة مزعجة، تسفر عن اصابات، وضحايا كثيرين. وظلت الكرة محرمة لمدة 400 سنة، ثم عادت فى عهد الملك (جيمس الثانى).. وعندما عادت كرة القدم أيامها كان العسكرى البريطانى نفسه، بقبعته الشهيرة، وقامته الطويلة، وهيبته المعروفة، يصرخ وينفعل ويهتف ويقفز فرحا بهدف أو مطالبا الحكم بركلة جزاء للأهلى برضه........؟!