عندما بكى البابا فرنسيس
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 9 ديسمبر 2017 - 9:25 م
بتوقيت القاهرة
رحلة قداسة البابا فرنسيس الأسيوية إلى ميانمار وبنجلاديش من أهم رحلات قداسة البابا. فالبلد الأول ذو أغلبية بوذية والثانية ذو أغلبية إسلامية وفى الأولى اضطهد الجيش الأقلية المسلمة المسماة روهينجا فنزحت الأغلبية إلى البلد المجاورة وهى بنجلاديش لتتشكل من جديد مأساة إنسانية طاحنة وقد اختار قداسة البابا فرنسيس أن يكون فى وسط تلك الأحداث كفاعل سلام رغم أن الكاثوليك فى البلدين أقلية الأقلية، وقد هاجم البعض قداسة البابا لأنه فى ميانمار لم يذكر الروهينجا بالاسم ولذا كشف للصحفيين فى الطائرة فى طريق العودة إلى روما وكما هى عادته أن يلتقى بهم، إن لقاءه بالروهينجا كان من شروط رحلته إلى ميانمار وبنجلاديش وأضاف « كنت أعلم أننى سألتقى بهم ولكن لم أعرف أين ومتى»، وتطرّق إلى اجتماعه فى دكا مع لاجئين من الروهينجا، قائلا: «بكيت، وحاولت أن أخفى ذلك. هم بكوا أيضا». وقال: «لا يمكننى أن أغادر من دون أن أقول كلمة لهم». وخاطبهم قائلا: «مأساتكم قاسية جدا وكبيرة جدا، لكن لها مكانة فى قلوبنا. أطلب منكم المغفرة نيابة عن الذين أساءوا إليكم، خصوصا وسط لا مبالاة العالم». وتابع: «ما قدمته بنجلادش لهم شىء هائل، ومثال على الترحيب».
اعتبر البابا فرنسيس أن تجنّبه استخدام كلمة «الروهينجا» فى ميانمار مكّنه من إيصال رسالته إلى القيادتين، المدنية والعسكرية، فى البلاد.
واستخدم البابا تعبير الروهينجا للمرة الأولى فى بنجلادش، بعدما حذره رئيس أساقفة يانغون من أن الأمر قد يثير رد فعل عنيفا ضد المسيحيين والأقليات الأخرى. ولا تعترف ميانمار التى تقطنها غالبية من البوذيين، بالروهينجا بوصفهم مجموعة عرقية، لكن بصفتهم مهاجرين غير شرعيين من بنجلادش.
وقال البابا: «بالنسبة إلىّ، الأمر الأكثر أهمية هو أن تصل الرسالة، محاولة أن تقول أشياء خطوة واحدة والاستماع للردود. وفى العلن وصفت الأوضاع والحقوق وقلت بوجوب الامتناع عن استبعاد أحد من «الحق» فى المواطنة، من أجل السماح لنفسى للذهاب أبعد من ذلك فى الاجتماعات الخاصة. كانوا يعلمون مسبقا بما كنت أفكر».
وأعلن البابا أنه «راض جدا» عن لقاءاته فى ميانمار، مؤكدا أنه كان صارما مع قادتها العسكريين فى الاجتماعات الخاصة، فى شأن الحاجة إلى احترام حقوق الروهينجا. وكان البابا التقى هؤلاء القادة الاثنين الماضى، بعد وقت وجيز على وصوله إلى يانغون، أكبر مدن البلاد. وكان مقررا أن يُعقد الاجتماع الخميس، لكن الجيش طلب فى اللحظات الأخيرة تقديم موعده، فالتقى قادته البابا قبل القادة المدنيين، عكس ما كان مخططا.
المهم أن رسالة البابا وصلت وإنه «كمرسل» يشهد للحق ويتكلم بالحق، ليس التصادم هو الحل ولكن الحوار الصريح والمحب فى الآن ذاته.