النباتية: فلسفة غذائية لها حساباتها
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 10 فبراير 2023 - 8:25 م
بتوقيت القاهرة
قدم الشرق للعالم أفكارا وفلسفات عديدة غلبت عليها النزعة الروحية والرغبة فى التسامى بعيدا عن رغبات الجسد ومتطلباته.
تفتحت مدارك الغرب الذى ضاق بعض من أهله بثقافتهم وحضارتهم التى أعلت من شأن المادة على حساب الروح فأنسوا لمفردات جديدة من حضارة الشرق حملت الكثير من ملامح صفائه كفلسفة اليوجا ورياضتها الذهنية والبدنية. لحظات التأمل العميقة التى تنأى بالإنسان عن كل ما حوله فيتوحد مع نفسه حتى يصبح قادرا على التحكم فى نبضه وضغط دمه وحركة أمعائه.
أيضا فلسفة النباتية التى مع اعتناقها يختار الإنسان أن ينحاز للنبات ويسقط من حساباته تماما كل أنواع اللحوم ويتجاهل رائحة الشواء. يدعم العلم حديثا اختيار من انحازوا للنبات، فهل بالفعل فاز النباتيون بالحكمة والصحة دون الآخرين؟
النباتيون عامة يواجهون خطرا أقل فى مواجهة الأمراض السرطانية إذا ما قورنوا بمن يأكلون اللحوم لكن تلك النتيجة لا تنسحب على جميع أنواع السرطانات.
تلك النتيجة الهامة هى حصيلة دراسة علمية أتمها فريق بحث علمى ضم مجموعة ضخمة من باحثين وعلماء من جامعات إنجلترا ونيوزلندا.
الدراسة شملت رصد العادات الغذائية وتفاصيل أنواع وأنماط الغذاء لدى ٦١٫٥٦٦ رجلا وامرأة فى بريطانيا. كان من ذلك العدد من البشر من يأكلون اللحوم بأنواعها ومن يكتفون بالأسماك دون اللحوم ومن يمتنعون تماما عن اللحوم والأسماك.
جاءت النتيجة النهائية للدراسة لتؤكد أن هناك بعضا من أنواع النشاط السرطانى يقل حدوثها نسبيا بين النباتيين بل يندر مثل سرطانات المعدة والمثانة والليمفوما والميلوما المتعددة وكلها سرطانات شرسة كارثية التبعات.
الواقع أن تلك الدراسة أثارت جدلا واسعا فى الأوساط العلمية ودوائر البحث وإن اتفق الجميع على أن الإنسان بالفعل ما يأكل وأن العلاقة بين الإصابة بالسرطان والتغذية علاقة قائمة وإن كانت علاقة معقدة وحمالة أوجه وتحتاج لجهود أكبر لشرحها وفهم كل حقائقها وتفاصيلها العلمية. فهل فكرت عزيزى القارئ أن تتحول إلى النباتية يوما؟
الواقع أن ما أكتبه اليوم هو دعوة لإعادة التفكير فيما نأكل وليس دعوة صريحة للتحول إلى النباتية.
أسابيع قليلة وتضىء الكون أيام شهر رمضان الكريم: لا أحد يجهل فضائل الشهر ولا ما يمكن أن يحقق الإنسان من أعمال صالحة لقاء رضا الله سبحانه وتعالى. ما ننساه هو ما يتعلق بما يمكن أن يحققه الإنسان من فائدة شخصية تعود على صحة الإنسان النفسية والجسدية بما يضمن له التعافى من أمراض والوقاية من غيرها.
تغيير نمط الإنسان المصرى الغذائى قضية هامة فيشارك فيها الجميع فهل تريثت عزيزى القارئ والتقطت ورقة وقلما وبدأت فى تدوين فكرة عامة خاصة بك تشرح نمطك الغذائى بمعنى ما تأكله باستمرار من ألوان الطعام وما إذا كت تنتبه إلى قدر الماء على مدار يومك صيفا وشتاء وأثناء شهر رمضان الفضيل وساعات الصيام الطويلة؟
هل لك أن تسجل بالفعل ما إذا كنت تعايش مرضا مزمنا غير معد كالسكر أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع ضغط الشريان الرئوى.. أو تراجعا فى بعض الوظائف الحيوية للجسم مثل أى درجات الفشل الكلوى أو أمراض المعدة والكبد؟
الصيام فرصة بالفعل أكثر من ممتازة إذا ما تم بصورة صحية سليمة ذكية تلتفت إلى كل نقاط الضعف فى جسم الإنسان وقدراته، وما يلم به من مرض أو ما يمكن إذكاؤه فى منظومة عمل أجهزته.
عزيزى القارئ.. سجل بصدق صورة حقيقية ما تأكل وما تحب دائما وتميل إليه من ألوان الطعام وطريقة إعداده.. لك أن تقارنها بما سوف نطرحه عليك فى صفحة صحة وتغذية من خيارات صحية واختيارات غذائية هذا العام.
ربما بدأنا مبكرا.. لأننا أردنا لك أن تستعد فالإذن.. يبدأ بالتيسير كما يقال.. دمتم سالمين دائما.