لماذا كانت مباراة الأهلى صعبة أمام زيسكو الضعيف؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 10 مايو 2011 - 8:40 ص
بتوقيت القاهرة
●● قال وهو يخفى ابتسامة خلف وجه يعرض الأسى: «الحقيقة شكل ألتراس الأهلى بالشماريخ كان مبهجا وجميلا وهم حول الاستاد وفى أعلى نقطة». قلت له: «وهل كان إلغاء المباراة وخروج الأهلى من بطولة افريقيا سيضفى عليك هذه البهجة التى تتحدث عنها»؟
هذا جزء من حوار دار بين أحد مشجعى الفريق وبينى.. وعلى الرغم من اشادات سابقة منا جميعا باللوحات التى يقدمها جماهير الفرق، وتسمى بالدخلات، فإن «استعراض الشماريخ» بات خطرا يهدد الكرة المصرية، وكاد يتسبب فى إلغاء لقاء الأهلى وزيسكو بطل زامبيا.. ومن المعروف أن إشعال الشماريخ من معتقدات جماعات الألتراس. وهو أشبه بعرض فنى، واستعراض للقوة والبهجة والتأييد.. ويفترض وفقا للقواعد والقانون أن المدرجات هى مسرح هذا العرض، دون تجاوز الحدود إلى الملعب.. إلا أن هذا التجاوز وقع فى المباراة.. على الرغم من تكرار النداء والتحذير من العقوبات.. لكن ظاهرة التمرد على القيود ثم التمرد على القواعد وعلى القانون انتصرت، فاشتعلت الشماريخ!
●● الشوط الأول من اللقاء كان عبثيا، وحافلا بالعجائب. فالكرة فى اللعب دائما وداخل الملعب كثيرا.. لا فاولات، ولا أخطاء، ولا كرة قدم.. اللاعبون من الطرفين يجرون بالكرة بلا سبب، ويجرون خلف الكرة، ويطاردونها كأنها «قطة الساحرة الشريرة سونيا»، وبالتالى كانوا فى معظم فترات هذا الشوط يجرون من الكرة خوفا أو يختبئون منها.
●● التشكيل الذى بدأ به مانويل جوزيه يؤكد أنه كان يرى أن الفريق المنافس ضعيف للغاية، أو هو فريق «مدرسة زيسكو الابتدائية».. فقرر مبكرا إراحة بركات المجهد من الإصابة على أن يقوم إينو لاعب الوسط المدافع جدا بدوره فى اللعب كمهاجم متقدم خلف جدو الذى يبذل جهدا مضنيا فى السيطرة على الكرة، وأسامة حسنى صاحب أفضل وأسوأ حظ ويدهشك أنه جمع بين الاثنين.. كما أراح جوزيه ظهيره وجناحه ومفتاحه الأيسر سيد معوض المرهق هو الآخر أو الذى أراه كمن أصابته حالة اكتئاب لأن نصف كراته العرضية اللولبية البرازيلية أصبحت أرضية لا ترتفع وتضل طريقها، إلى مدافعى الفرق المنافسة.
●● هكذا غاب عن الأهلى أسرع لاعبيه، وفى الوقت نفسه قرر جوزيه التركيز على جبهة أحمد فتحى لخبرته.. ولم ينجح إينو كما لم ينجح الفريق كله فى هذا الشوط، فيما كانت الفرصة الحقيقية الأولى فى المباراة لفريق زيسكو فى الدقيقة 46.
●● أشعل بركات الملعب بسرعته وحيويته، كما أشعلت الشماريخ المباراة.. وسجل هدف فريقه الوحيد بعد لعبة «هات وخد» تاريخية مع وائل جمعة، وهى تاريخية لأنها من الصعب أن تتكرر من وائل بتلك البراعة والحساسية والمهارة.. وانتهت المباراة عند هذا الهدف، فما قبله أو بعده كان ضربة جزاء لم تحتسب، وكرة فى العارضة لدومينيك، وفرصة لزيسكو.
●● لكن يبقى السؤال المهم: لماذا بدت المباراة صعبة للأهلى أمام فريق ضعيف؟!
زيسكو بالفعل متواضع المستوى جماعيا، ويفتقد مقومات الفريق من تنظيم وصلابة دفاعية وهجوم منظم بجمل مرسومة.. لكنه فريق من العدائين الذين يجرون طوال الوقت بلاتوقف.. وهذا الجرى المتواصل ضيق مساحات اللعب أمام لاعبى الأهلى، وأنهكهم سريعا أيضا.. فلاعبو زيسكو يضغطون بسرعة وليس بقوة، وهم أسرع فى التغطية وفى تحقيق زيادة عددية بكل أرجاء الملعب، وهذا الأداء المتواصل بلا كلل، جعل المباراة صعبة على لاعبى الأهلى..
وإذا كانت كوندوليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا السابقة أطلقت تعبير «الفوضى الخلاقة» فإن فريق زيسكو يجسد «العشوائية المنظمة»؟!