حدث فى معهد القلب
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
السبت 10 مايو 2014 - 8:10 ص
بتوقيت القاهرة
لا أظننى أتحدث فى شأن خاص إذا كان حديث الصفحة هذا الأسبوع عن معهد القلب القومى. أتحدث اليوم عن أهم مركز لأمراض القلب فى مصر الذى يهتم بمرضى القلب على كافة أوجاعهم واختلاف أمراضهم على مدى انتشارهم على خريطة الوطن.
شهد المعهد هذا الأسبوع وقائع ربما كان لنا أن نشهدها من قبل وإن اختلفت أسبابها تلك المرة.
لم يضرب أطباء معهد القلب مع بقية إخوانهم الذين تراءى لهم الإضراب وسيلة للحصول على حقوق لهم عند الدولة. لكن الممرضات رأين أن الإضراب عن العمل ربما يكون وسيلتهن الوحيدة للضغط للحصول على الحقوق. للحق لم تستجب كل الممرضات لدعوى الإضراب التى جاءت من رئيس التمريض فبقيت أقسام تعمل بكامل كفاءتها بينما توقف قسم قسطرة القلب عن العمل وألغيت قوائم المرضى المفروض إجراء حالتهم فى هذا اليوم.
غادرنا أماكننا منزعجين لنطالع سر تلك الجلبة التى انفجرت فجأة فى الدور الأرضى. أصوات غاضبة وشتائم نارية وتهديدات بهدم المعهد على رءوس من فيه. انقض علينا أهل المرضى الذين كان من السهل أن نتبيهم وقد ارتدوا القمصان الزرقاء التى يرتديها المرضى عند إجراء القسطرة وتحمل أذرعهم «الكانيولا» أو الوسيلة التى منها يمكن أن تدخل المحاليل والأدوية المختلفة لوريد المريض.
هو موقف لا يعر ف حق قدره إلا طبيب خرج من بيته قاصدا مستشفاه ليعمل ويقدم خدمة حقيقية إنسانية لمرضاه فانقض عليه أهل المريض يوسعونه ضربا ويوجعونه تهديدا وتوبيخا. هى بلا شك صورة مرة اختلطت فيها الرؤى وتداخلت المسئوليات وغاب عنها العقل وانحسر الانتماء لهذا الوطن.
أعرف أننى رسمت الصورة خالية تماما من أية رتوش أو توضيح لخلفياتها حقا لقد اعتدى أهل المرضى على الأطباء وأنا منهم بالقول والفعل وتحطيم أثاث المعهد واستهدفوا مكتب مدير المعهد الذى ضاعت كل جهوده فى إقناع الممرضات بالعودة للعمل. عرض الأطباء أن يساعدوا زملاءهم بدلا عن الممرضات لكن مسئولية الممرضين يدخل فيها عهدة المستشفى، فكيف لنا أن نتعدى عليها؟ انقضى نهارا ثقيلا، الخاسر الأول فيه هو المريض على معهد القلب الذى بنته الدولة خصيصا ليكون تعبيرا عن العدالة الاجتماعية التى نزعق مطالبين بها.
يا أصحاب الشأن فى هذا الوطن: نحن نعيش ظروفا استثنائية لا تجدى فيها على الإطلاق القوانين العادية. يجب أن تكون هناك قوانين استثنائية تحكم تلك الفوضى المدمرة التى سلبت المواطن العادى المسالم كل حقوقه الإنسانية وأولها الحق فى الصحة