البالونة
وائل قنديل
آخر تحديث:
الأربعاء 10 يونيو 2009 - 8:26 م
بتوقيت القاهرة
كل هذا الدخان لن يعمى الأبصار والبصائر عن الحقيقة الناصعة.. الانفراد الصحفى الملوث بالتطبيع ليس شطارة صحفية.. ومهما حاول صاحبنا رئيس تحرير المصرى اليوم، اصطناع مبررات من عينة الولاء للمهنة و للقارئ سيبقى كل ذلك نوعا من الألعاب النارية التى يضحكون بها على الأطفال فى الأعياد والكرنفالات.
هذا لو اعتبرنا أن ما جرى كان انفرادا صحفيا أصلا، ذلك أن الأستاذ المحترم لا يزال مصرا على أن الحوار مع أوباما هو انفراد خاص به، بينما هو ليس حوارا يخصه وإن شئت الدقة يمكن اعتباره سُبع انفراد، باعتبار أن ستة آخرين شاركوه فى حواره «الخاص».
كما أن صحفا مصرية لم تكن حاضرة نشرت تفاصيل الحوار كاملة بالتزامن مع جريدته، لأن «النهار» اللبنانية سبقته وبثته على موقعها ونقلت عنها الصحف الأخرى حتى انتشر الحوار وشاع وتحول من خاص إلى عمومى.
ويبقى أن الأمر محكوم فى النهاية بقرارات الجماعة الصحفية فى مصر، أقصد قرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، وبالمناسبة لايزال الأستاذ المحترم فى عمر الطفولة النقابية، بالنظر إلى سنوات عضويته فى النقابة التى لا تزيد على التسع.
فالجماعة الصحفية اتفقت وبالإجماع على رفض التطبيع، وبالتالى فإن أى خروج على هذا القرار وذلك
الإجماع هو انتهاك للضمير الوطنى، الذى تحدد معالمه الجمعية العمومية، وليس تفسيرات الأفراد أو رغباتهم.
والطريف أن صاحبنا وفى غمرة حججه المضحكة يزعم أنه فعل ما فعل لأنه لا يريد خيانة مهنته وقارئه، أى باختصار تغلب إغواء الانفراد أو وهم الانفراد بالأحرى وغواية التفرد بصورة مع رئيس أمريكا، حتى وإن كانت على بعد متر من الصحفى الإسرائيلى، تغلب الإغواء والغواية على الضمير الوطنى.. معادلة لطيفة للغاية.. لا شىء يهم مادام سيرضى الجموح المهنى.
ثم يعترف بجرأة شديدة بأنه مطبع، لكنه ليس وحده، فغيره مطبعون.. أى أن المسألة باختصار شديد «كثيرون عملوها اشمعنى أنا» هكذا بوضوح وبلا لف أو دوران.
أما ما يخصنى شخصيا من تطاوله وتطاوسه فى وصلة الدفاع التليفزيونية التى أهداها له حمدى رزق على قناة «الأوربت» والتى تحدث فيها باستعلاء كبالونة مملوءة بالهواء منكرا معرفته باسمى المتواضع، فإننى ألتمس له العذر بالطبع على عدم معرفته بى، لأنه حين كان كاتب هذه السطور مديرا لتحرير صحيفة العربى بإصداريها اليومى والأسبوعى فى النصف الأخير من التسعينيات، كان سعادة الكاتب الكبير رئيس تحرير المصرى اليوم محررا بالقطعة فى مجلة تصدر عن الغرفة التجارية بمدينة جدة، ويبذل محاولات مضنية للتعاون بالقطعة أيضا مع مكتب الأهرام فى المدينة ذاتها.
ليس ثمة خلاف شخصى مع رئيس تحرير المصرى اليوم، فالخلاف فقط حول نقطتين شديدتى الوضوح والسطوع، الأولى أنه يصر على إمكانية قسمة الحوار على سبعة دون أن يفقد صفة «خاص» والثانية أن الجموح المهنى أهم من الإجماع الوطنى، بحيث تصبح خيانته مسألة عادية جدا، طالما هناك مكاسب وأرباح.
أقول قولى هذا و أغلق الباب.