شهود المجزرة
أحمد منصور
آخر تحديث:
الأربعاء 10 يوليه 2013 - 11:26 ص
بتوقيت القاهرة
ما إن علمت بخبر وقوع المجزرة التاريخية البشعة أمام دار الحرس الجمهورى للمعتصمين خلال صلاة الفجر أمس الأول الإثنين 8 يوليو حتى انطلقت مسرعا إلى ميدان رابعة العدوية حيث المستشفى الميدانى فالأطباء بالنسبة لنا نحن الصحفيين هم المصدر الأول للخبر فى مثل هذه الأحداث وقد غطيت الحروب فى أفغانستان والبوسنة والعراق وكانت المستشفيات دائما مصدرا للأخبار فإليها يفد الجرحى وشهود العيان والأطباء.
كانت الصدمة تخيم على الجميع، وكانت معاطف الأطباء البيضاء ملطخة بالدماء كأنهم يعملون فى أحد المجازر وليس فى مستشفى، عقدت نقابة الأطباء مؤتمرا صحفيا غابت عنه كل فضائيات الزور والتدليس بينما كان الصحفيون الغربيون هم الأغلبية، وهذا ما دفع الدكتور هشام إبراهيم أحد مسئولى المستشفى واستشارى الجراحة أن يتهم الإعلام المصرى بالخيانة وقال كيف لمؤتمر صحفى عالمى مثل هذا يبين حقائق ما جرى فى هذه المجزرة البشعة لا نرى فيه الإعلام المصرى؟.
أما الدكتور جمال عبد السلام أمين عام نقابة الأطباء فقال: إن عدد الشهداء تجاوز الخمسين شهيدا ــ أصبحوا 76 صباح الثلاثاء ــ وأكثر من ألف مصاب، وأرسل رسالة إلى جميع الأطباء العاملين فى المستشفيات أن أى طبيب يثبت تواطؤه فى التقرير الطبى الخاص بالشهداء والجرحى سوف يتم محاسبته من النقابة وقد يتم فصله.
أما الدكتور محمد الزناتى مدير المستشفى الميدانى فقال: «إن المذبحة جرت أثناء سجود المصلين فى الركعة الثانية من صلاة الفجر والدليل أنهم كانوا يصلون أنهم جميعا وصلوا إلى المستشفيات حفاة، وأن إصاباتهم كانت من الظهر حيث كانت ظهورهم إلى مبنى الحرس الجمهورى موجهين رأسهم إلى القبلة فى الاتجاه الآخر، وأن ملابس الشهداء والمصابين تدل على أنهم من جميع طبقات المجتمع المصرى، ومعظمهم كانوا شبابا، وأخرج كومة من الرصاص منها طلقات لم تستخدم وقال إنها كلها مكتوب عليها جمهورية مصر العربية أى أنها صنعت بأموال هذا الشعب ثم قتل الشعب بها، وأكد أن شهداء ومصابى مذبحة الحرس الجمهورى سقطوا غدرا وكانوا يؤدون الصلاة ولم يكن أى منهم فى حالة هجوم، وهذا ما أكده الدكتور هشام إبراهيم الذى قال إن المستشفى الميدانى يجب أن يدخل موسوعة جينس لأنه بإمكانات بسيطة استقبل أربعمائة حالة خلال أربع ساعات منها 150حالة بالرصاص الحى، وأن أرضيتها كانت بركة من الدماء.
أما الشهادة القنبلة فكانت من من جريح ممدد على سرير تحدث بصعوبة وقال إن اسمه عمرو محمد محروس فقال «فى الركعة الثانية أطلقوا علينا بداية قنابل الغاز وحينما سجدنا بدأ إطلاق الرصاص فحدثت فوضى وخرج كثيرون من الصلاة أو سلموا.