توترات إثيوبيا لا نهاية لها
قضايا إفريقية
آخر تحديث:
الثلاثاء 10 نوفمبر 2020 - 8:05 م
بتوقيت القاهرة
نشر موقع The East African مقالا للكاتب Aggrey Mutambo يوضح فيه أسباب إعلان آبى أحمد الحرب على إقليم تيجراى شمال إثيوبيا، ويوضح أن هذه الحرب مهما كانت نتائجها ستسبب شرخا بالفيدرالية الإثيوبية... نعرض منه ما يلى:
أعلن رئيس الوزراء آبى أحمد يوم الجمعة الحرب على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى، وهى حركة تسيطر على المنطقة الشمالية من إثيوبيا، وهو ما أدى إلى تصاعد التوترات فى أكثر مناطق الدولة المأهولة بالسكان. جاء إعلان الحرب فى أعقاب الهجوم الذى شنته الجبهة الشعبية الأربعاء الماضى بهدف نزع السلاح عن مقاتلى الجبهة، كما أعلنت الحكومة الفيدرالية حالة الطوارئ لمدة 6 أشهر فى المنطقة.
قال آبى أحمد إن عملية «إنفاذ القانون واسعة النطاق» تستهدف المقاتلين «المجرمين» المتحالفين مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى. ولم يشر إلى المدة المتوقعة للهجوم لكنه قال إن العملية ستجرى «بأقل تكلفة ممكنة». صادق البرلمان الإثيوبى على إعلان حالة الطوارئ وتشكيل فريق عمل بقيادة رئيس أركان الجيش لتنسيق الرد العسكرى.
قالت المحللة السياسية الإثيوبية تسيدال ليما إن الوضع فى تيجراى هو نتاج المشروع السياسى الفاشل لآبى أحمد الذى بدأ بسجن معارضيه وخصوم مشروعه فى بناء الدولة ليتحول الآن إلى حرب أهلية للتخلص من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى، أقوى خصومه، مرة واحدة وللأبد باستخدام القوة العسكرية... هذا لا يبشر بالخير، فلن تكون العملية سهلة فى استئصال والتخلص من الجبهة، بل سينتج عنها تصدع الفيدرالية الإثيوبية... عندما تنتهى الحرب، وبغض النظر عن نتائجها، سيكون نهاية طموح آبى الفاشل لبناء الدولة.
أعلن آبى الحرب على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى بعدما صرح بأن الجبهة تجاوزت الخط الأحمر الأخير بشنها هجوما على معسكر تابع لقوات الدفاع الوطنى الإثيوبى الأربعاء الماضى.
أشارت المنظمة الدولية «مجموعة الأزمات الدولية The international Crisis Group» إلى أن الجبهة لديها 250 ألف مقاتل من ضمنهم الميليشيات المتحالفة معها. إلى جانب أن قائد المنطقة يتمتع بدعم كبير من سكان المنطقة البالغ عددهم ستة ملايين نسمة.. مما يشير إلى أن الحرب ستكون طويلة ودموية.
قال الباحث ريدى بيريكيتيب إن حكومة تيجراى اتخذت سلسلة من الخطوات الجريئة أشعلت الصراع الحالى بعد فقدانها للسلطة. فعقب التقارب الإريترى الإثيوبى، اتهمت الجبهة الشعبية الحكومة الفيدرالية بقيادة آبى بانتهاك الدستور والمؤسسات الوطنية، ومن ثم إعلان الحكومة الفيدرالية حكومة غير شرعية. مضيفا أن كلا الجانبين ربما يستخدمان إريتريا كدعاية فى الوقت الحالى، بما فى ذلك اتهامات بأن تيجراى تصنع الزى العسكرى الإريترى، وأن أديس أبابا تستخدم مقاتلين إريتريين. ويضيف بيريكيتيب أنه لا يرى سببا لتورط إثيوبيا فى هذا الصراع الحالى. فالحكومة الفيدرالية قادرة على التعامل مع أزمة تيجراى، وتدخل إريتريا سيزيد الأمور تعقيدا ويصب فى صالح الجبهة الشعبية.
كانت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى على خلاف مع حكومة آبى منذ وصوله إلى السلطة فى عام 2018، حين رفضت اقتراحه بتأسيس حزب وطنى برئاسته تحت مسمى حزب الرخاء. فى أغسطس الماضى، نظمت المنطقة انتخاباتها المحلية على الرغم من تأجيل البلاد للانتخابات على مستوى البلاد بسبب وباء كورونا.
على الرغم من حصوله على جائزة نوبل للسلام لجهوده فى توحيد بلاده، إلا أن آبى واجه انتقادات بسبب صمته إزاء تصاعد القومية العرقية وأعمال القتل، لا سيما فى منطقة أوروميا، منذ توليه السلطة فى إبريل 2018.
اندلعت الأزمة الحالية بسبب قرار إدارته تعليق الانتخابات التى كان من المقرر إجراؤها أغسطس الماضى مع الإقالات الممنهجة لزعماء التيجراى من مناصبهم. ويقول مسئولون من تيجراى إن المنطقة لا تعترف بشرعية حكومة آبى بعد انتهاء ولايتها فى أكتوبر، بينما تصف الحكومة الفيدرالية الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى بأنها منظمة «إرهابية». قال رئيس منطقة تيجراى، ديبريتسيون جبريمايكل، فى 2 نوفمبر فى خطاب تلفزيونى إن منطقة القرن الإفريقى يجب أن تستعد للحرب، قائلا إن التيجراى فى وضع يسمح لها بالدفاع عن نفسها فى حرب تحرض عليها الحكومة الفيدرالية، وإريتريا تمثل نموذجا بعد انفصالها عن إثيوبيا بعد حرب مريرة.
هناك مخاوف من أن تستغل تيجراى حقها الدستورى فى تقرير المصير، فالدستور يسمح بتقرير المصير لأى من المناطق العشر فى البلاد التى تشعر بمعاملة غير عادلة فى الاتحاد... تليفزيون تيجراى بدأ بالفعل الحديث عن تقرير المصير.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى:
https://bit.ly/3kdoWkK