هذا المشجع الأحمق
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 12 يناير 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
•• جديد الدورى هذا الموسم هو زيادة عدد الفرق التى تحسنت عروضها الفنية بغض النظر عن نتائجها فى بعض المباريات ومواقفها فى الجدول.. وهذه الفرق بالترتيب هى مصر المقاصة، والحدود، والشرطة، والمصرى والجونة، ووادى دجلة وسموحة، وتليفونات بنى سويف، والاتحاد السكندرى.. فيما تراجعت مستويات فرق كانت قوية أو مميزة سابقا مثل إنبى وبتروجيت والطلائع والإنتاج الحربى.
•• التغيير الواضح فى أداء الفرق الجديدة يكمن فى عدم الرهبة من الكبار، والمبادرة بالهجوم، واستخدام سلاح امتلاك الكرة بالتمرير لهز ثقة المنافس أو لصناعة جملة تكتيكية جرى التدريب عليها بدقة.. وهذا فى مجملة تغيير مهم يفيد اللعبة ويصنع قوة المسابقة، التى أصبحت نتائج مبارياتها غير محسوبة مقدما كما الحال قديما.. ومن أهم أسباب هذا التغيير هو عقول المدربين التى تطورت بجيل جديد بدأ مسيرته منذ قرابة 15 عاما، وظل يوصف بأنه شاب حتى شاخ ومازال يوصف بأنه جيل جديد كما أسلفت، ونحن فى دولة يقال الآن عمن يبلغ عمره 58 عاما: «انه ناشئ تحت الستين»؟
•• من أهم الأسباب الأخرى التى رفعت من مستوى الدورى المصرى هو الانتقالات وشراء النجوم والمواهب، وزيادة المقابل المادى، وليس شرطا أن نوافق عليه، لكنه يظل من أسباب ارتفاع المستوى دون شك، بعد أن أصبحت كرة القدم مهنة.. لكن هذا لا يعنى أننا حققنا ما كنا نحلم به، فمازلت المسافة هائلة (لا تكفى كلمة شاسعة) بين اللعبة كصناعة فى مصر وبينها فى العالم الآخر، فهى هنا فقيرة مفلسة تجرى معظم مبارياتها أمام مدرجات خاوية.. كما أن المسافة مرعبة (لا تكفى كلمة هائلة) بين إدارة اللعبة فى مصر وإدارتها فى العالم الآخر..
•• آخر مثال على الفروق الجوهرية بين «صناعة وإدارة الكنافة» وبين صناعة وإدارة كرة القدم، آخر مثال هو تلك الغرامة التى وقعتها محكمة دنماركية ضد المشجع رونى (33 عاما) قدرها 250 ألف يورو لصالح الاتحاد بعد تعنيفه حكم مباراة الدانمارك والسويد عام 2007 ما تسبب بإيقافها. وأوقف رونى. ن، أو «أحمق كرة القدم» كما تسميه الصحافة المحلية، مباراة الدانمارك والسويد ضمن تصفيات كأس أوروبا 2008 قبل دقيقتين على نهاية الوقت الاصلى، ما منح الفوز للسويد بعد أن كانت النتيجة تشير إلى التعادل 3/3.
وقد «تسلق المتفرج حاجز الملعب وركض نحو الحكم وأمسك به وحاول صفعه.. وحرم الاتحاد الدانماركى بعد ذلك من قبل الاتحاد الأوروبى من خوض مباراتين دوليتين على أرضه ودفع غرامة»، وقدر القرار خسائر الاتحاد بنحو 300 ألف يورو.
الطريف فى الموضوع أن المشجع لا يملك المبلغ، وطلب تقسيطه بسداد مبلغ كل شهر.. ترى كم يستغرق سداد 2 مليون جنيه؟
•• يبقى أيضا.. هل يمكن أن نتعامل مع المشجعين الذين يقتحمون ملاعبنا بنفس المنطق وهو سداد غرامة مالية فى حدود تتراوح بين مائة وألف جنيه.. «بلاش مليار؟».