البيان الذى جاءنا
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 11 مارس 2014 - 5:50 ص
بتوقيت القاهرة
•• لاعبون مجتهدون نصفهم غير مبدع وغير مبتكر وغير متفرد.. هذا هو الوصف التفصيلى للأهلى حاليا، الذى سبق، وعانى من نفس الصعوبات فى فترة عندما لم يحرز الفريق بطولة الدورى لمدة أربع سنوات فى مطلع الألفية، قبل أن يعود ويحتكر الانتصارات بجيله الذهبى بقيادة أبوتريكة.. والجيل الحالى مجتهد، لكنه يفتقد اللاعب الذى تحب أن تذهب إليه الكرة لتستمتع بتصرفه فيها.. ومنذ عودة النشاط هات لنا لعبة أداها لاعب بالفريق وانتزعت منك أهات الدهشة والإعجاب؟
••هكذا لم يكن فوز الأهلى على يانج أفريكانز بركلات الترجيح صعبا لقوة المنافس، وإنما لقصور فى أداء لاعبى الأهلى الذين وصلوا واخترقوا دفاعات المنافس مرات.. وصحيح عاد عبدالله السعيد قليلا، وكان شريف إكرامى بطلا للمباراة، وأجاد معوض وكان تريزيجيه نشيطا، لكن ماذا بعد؟ هذا لا يكفى فريقا يعد هو الأكبر فى الشرق الأوسط، وليس فى مصر وحدها.
••فرق كبرى تمر بنفس المرحلة.. وأولها مانشستر يونايتد عملاق الكرة الإنجليزية.. وقد مر الأهلى بتلك المرحلة الصعبة فى الستينيات أيضا وتجاوزها ببناء فريقه المميز بقيادة الخطيب. وكان الزمن رحبا فى ملاعب الكرة بالهواية، ويسمح بوقت البناء. لكنه بات زمنا قصيرا ومشحونا فى زمن الإحتراف، وللبناء تكلفة لاتحتملها ميزانية الأهلى، ولذلك لابد من الإعتماد على ناشىء النادى.. ولابد أن تصبر جماهيره ولاتضغط على اللاعبين فهم يؤدون بقدر مايستطيعون..وليس بقدر ما ننتظر.
••مع سيرة الجماهير، أصدرت روابط الالتراس بيانا يطالبون فيه بإنسحاب الشرطة من تأمين المباريات وإسناد مهمة التأمين لشركات أمن مدنية. ولغة التهديد مرفوضة، ولغة البيان مرفوضة: «إما نحن أو أنتم».. وتوقيت إصدار البيان مرفوض، يوحى برغبة فى إزكاء العنف وإعلانه.. ولا أعرف من يصيغ بيانات هؤلاء الشباب.. وأذكر هنا أننا بعد مرور 37 شهرا و11 يوما على كارثة مباراة الأهلى والمصرى لم نعرف الحقيقة ومن دبرها تحديدا، ولم يعترف الجميع بالأسباب التى قادت الرياضة المصرية والمجتمع إلى تلك الكارثة.. وأول الجميع هم روابط الألتراس نفسها، فعندما وقف الأمن عاجزا عن حماية جماهير الأهلى وقعت الجريمة.. فكيف تطالبون بإبعاد الأمن.. أليس واردا أن تقع بذلك جريمة أخرى؟! وإذا كانت المشكلة فى الأمن هنا.. فماذا عما حدث بين الروابط وبعضها قبل الكارثة، وماذا عما حدث فى محطة قطار بورسعيد قبل الكارثة بعام، وماذا عما حدث من قبل من عنف وشغب فى الإسماعيلية والقاهرة والإسكندرية؟ وماذا عما حدث من رابطة ألتراس الأهلى فى المغرب مؤخرا مع الأمن المغربى بعيدا عن الأمن المصرى؟!
••أما عن فكرة الاستعانة بأمن مدنى وشركات خاصة.. فقد سبق وطرحتها هنا على مدى الثلاث سنوات الماضية، وطالبت بالاستعانة بمركز الأمن الدولى الذى ينظم مباريات أوروبا على أن تكون الشرطة مسئولة عن التأمين خارج أسوار الملاعب شأن كل دول العالم (التى يستند عليها الألتراس..) فهذا هو التطور فى الأفكار، وفى الإدارة.. لكن يبقى السؤال: هل تريدون حجب الأمن وسلطته عن الشارع أيضا؟
••هذا ليس من حقكم وليس من حق جماهير كرة القدم.. لأنه حق المجتمع وهذا المجتمع يريد الأمن بكل قوة وبكل حسم فقد زهق مما أصابه.. وكفانا ما جاءت به مثل تلك البيانات؟