أهمية لقاء نتنياهو ــ بوتين لأمن إسرائيل
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
السبت 11 مارس 2017 - 9:30 م
بتوقيت القاهرة
على الرغم من أن اللقاء بين نتنياهو وبوتين حظى باهتمام أقل فى الصحف من لقاء رئيس الحكومة مع ترامب، إلا إنه لقاء لا يقل أهمية بل قد يكون أكثر أهمية. فى الفترة الأخيرة زاد الأمريكيون تدخلهم فى محاربة داعش فى سورية، وأرسلوا إلى هناك قوات برية ــ بصورة خاصة من أجل التوسط بين التنظيمات التى يمولونها ــ لكن حديث نتنياهو مع بوتين، على الرغم من أنه جرى تنسيقه مع ترامب، فهو بمثابة الحديث مع المسئول الأول عما يجرى فى سورية.
بعد مرور ست سنوات على الحرب فى سورية، التى لم تنته بصورة نهائية بعد، فإنه يمكن القول بثقة إن المنتصر فيها هو بوتين وإيران وحزب الله اللذان ذهبا حتى النهاية فى القتال إلى جانب الأسد، كلٌ لأسبابه الخاصة. لكن نتنياهو ليس الوحيد الذى يزور بوتين فى هذه الأيام، ففى نهاية الشهر سيصل إلى روسيا أردوغان وروحانى أيضا.
من المحتمل أن نتنياهو يعرف شيئا نحن لا نعرفه بشأن حظوظ تسوية سياسية فى سورية، فى وقت قريب مع بدء عهد ترامب. لكن يمكن الجزم بأن الإيرانيين فى موازاة القتال الذى لا يزال مستمرا، بدأوا بتسجيل وقائع على الأرض وتوزيع الغنائم.
لقد وظفت إيران موارد كبيرة فى سورية، سواء بصورة مباشرة أم من طريق حزب الله. وهى دفعت ثمنا باهظا وتعرضت للنقد الداخلى، وهى تنتطر أجرا مقابل ما فعلته. والمطالبة بمرفأ بحرى هو فقط نموذج واحد. فالإيرانيون لن يتخلوا بسهولة عن وجودهم ونفوذهم فى سورية: العسكرى والسياسى والاقتصادى والدينى.
حتى بوتين يعرف ذلك، لكن نتنياهو يعرف أيضا أن بوتين ليس متحمسا لذلك. فالروس أيضا يريدون استرجاع ما استثمروه فى سورية على شكل نفوذ إقليمى ومصالح اقتصادية. من جهة أخرى، ثمة أمر أثبته بوتين هو أنه بخلاف الأمريكيين يقف إلى جانب حلفائه.
إن إدارة الوضع فى سورية مهمة دبلوماسية معقدة وتتطلب براعة من جهة وصرامة من جهة أخرى. لقد أعد نتنياهو الأرضية لهذه اللحظة المنتظرة من خلال عملية إعادة الحرارة إلى العلاقات مع بوتين والتأسيس لدينامية تنسيق عسكرى بدأ تطبيقها فى عهد أوباما، عندما كان واضحا أن التدخل الروسى فى سورية يزداد عمقا بحيث تحول إلى سيطرة أمر واقع.
من الواضح أن بوتين معنى بالمحافظة على علاقات جيدة مع إسرائيل ــ القوة العظمى الإقليمية وحيث يوجد جمهور روسى كبير ــ لكن الواقع فى سورية الجديدة يمكن أن يصبح استفزازيا جدا بالنسبة إلى إسرائيل. والواقع الذى كان سائدا فى السنوات الأخيرة مثل انهيار الجيش السورى وانشغال حزب الله بسورية وليس بنا، يمكن أن يتغير.
إذا لم نوقف المسار الحالى، فإن سورية يمكن أن تتحول إلى دولة حيث تكون مناطق بأكملها خاضعة لسيطرة أمر واقع من جانب الحرس الثورى الإيرانى وحزب الله. وهذا تطور خطر جدا، ويبدو أن نتنياهو يدرك أن منع حدوث ذلك يجب أن يكون فى رأس أولويات إسرائيل السياسية.
شمريت ماير
صحفية ومحللة فى الشئون العربية
NRG
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية