أحداث العريش استهداف للوطن
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 11 مارس 2017 - 9:40 م
بتوقيت القاهرة
بينما فى القاهرة تجتمع الفاعليات المسيحية والإسلامية المختلفة للتأكيد على الوحدة الوطنية تأتى الجماعات الإجرامية وتتسرب فى سيناء وتحديدا فى العريش لتصيب المسيحيين فيها بجانب عناصر الجيش والشرطة وتتسبب فى تهجير قسرى للعائلات المسيحية إلى مدن القناة وغيرها، العريش المتآخمة لغزة والتى يسمح أمراؤها بحفر الأنفاق وتهريب كل شىء من عتاد وأسلحة ومجرمين بغية تطهير العريش من الجيش والشرطة والمسيحيين وإلحاقها بالإمارة الإسلامية لغزة وفتحهما على بعضهما البعض، إن هذا المخطط إذا ما حقق النجاح بعد العريش سيأتى دور بقية سيناء ولو بعمليات إرهابية خاطفة، فالمطلوب هو بث الذعر فى النفوس وتحقيق ما عجز الإرهابيون عن تحقيقه طيلة الفترة الماضية.
على الرغم من العمل الجبار والعظيم الذى يقوم به الجيش والشرطة هناك حتى أصبحت العريش منطقة حرب خطرة على السكان هناك، ولكن لقمة العيش وجذور تلك العائلات جعلتهم يتشبثون بأرضهم، على الرغم من نزوح عشرات العائلات من العريش إلى الإسماعيلية والمحافظات الأخرى، إلا أن هناك أعدادا كبيرة من المسيحيين لا يزالون يعيشون على أرض العريش رافضين مغادرتها على الرغم من استمرار التهديدات التى يتلقوها. ولا ننسى أن فى العامين الماضيين قتل كاهنان فى العريش بجانب أحداث أخرى لإجبار تلك العائلات على الرحيل. فنحن نثق فى حكوماتنا وجيشنا وشرطتنا ولكن هذه العلائلات يجب أن تعود فى أقرب فرصة إلى منازلها؛ لأن أى تأخير سيهز صورة «الدولة» التى قد تبدو ضعيفة فى حماية مواطنيها سواء المسيحيون أو المسلمون، دولتنا قوية ويجب أن تكون كذلك ولا يجب أن نعطى لهؤلاء المجرمين الفرصة فى إقلال ولو سنتيمترا واحدا من أرضنا المقدسة.
إن جيش مصر والدولة المصرية قادران على دحر الإرهاب الذى يستهدفنا مسلمين ومسيحيين، ونثق فى الجيش والشرطة وقدرتهما على حماية المواطنين فى شمال سيناء، فالدولة القومية قادرة على وأد الفتن وحماية شعبنا من خطر «الإرهاب»، وأن الرئيس السيسى نجح فى إعادة مصر لمكانتها الدولية والإقليمية، وهناك مؤامرات ضد مصر، كما أن الإرهاب يسعى إلى تدمير ما وصلنا إليه.
مئات القصص الإنسانية الجميلة تشهد لمحبة المواطنين لبعضهم البعض وتعضيد الأسر المسلمة للعائلات المسيحية النازحة سواء فى المأكل أو المشرب أو الملبس أو الدراسة. فهذه لحمة بين المواطنين هى القوة الحقيقية الكامنة فى شعبنا التى بها ستقهر من يريدون الشر لأمتنا.