ليس تحاملا على السعودية
سيد قاسم المصري
آخر تحديث:
الأربعاء 11 مارس 2020 - 8:20 م
بتوقيت القاهرة
تلقيت عتابا مؤثرا من معالى الدكتور إياد أمين مدنى الأمين العام السابق لمنطمة التعاون الإسلامى حول المقال الذى نشرته بجَريدة الشروق بعنوان «التعاون الإسلامى» بالعدد الصادر فى 4 مارس 2020، وقد جاء فى رسالته:
قرأت مقالك فى صحيفة الشروق المصرية، وكم فوجئت بتحاملك على السعودية، وإغفالك وتجاهلك للسنوات الثلاث التى أعقبت فترة معالى أ.د/ أكمل الدين إحسان أوغلو، وما تم فيها من عمل دءوب ومبادرات وهيكلة كنت أنت شاهدا على بعضها والله أعلم بما حملك على هذا التحامل والتجاهل، فعهدى بك رجلا صادقا أمينا غفر الله لك.
والدكتور إياد مدنى من أهالى الحجاز ومن مواليد مكة المكرمة ومن الشخصيات البارزة بالمملكة العربية السعودية وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة أريزونا الأمريكية ويعد من صفوة المثقفين بالمملكة وقد عمل فى مجال الإعلام وكان رئيسا لتحرير جريدتى عكاظ وسعودى جازيت وتولى عدة مناصب وزارية من بينها وزير الثقافة والإعلام وتعرض لعدة انتقادات من التيار السلفى المتزمت لمواقفه المستنيرة ودعوته للتجديد.
وهناك نقطتان أود أن أتناولهما بالشرح والتعقيب فيما جاء فى رسالة العتاب وهما التحامل على السعودية وتجاهل ما قام به الدكتور إياد من عمل دءوب ومبادرات شتى. وأقول ليس فى الأمر تحامل على السعودية بل هو انتقاد للسياسات وليس للدول أو الشعوب أو الأفراد ثم إنه فى النهاية رأى يحتمل الخطأ أو الصواب وكثيرا ما كتبت انتقادا شديدا لبعض سياسات بلدى مصر حتى إننى فى إحدى المقالات وجهت رسالة مفتوحة لوزير خارجيتنا فى ذلك الوقت وهو من أعز الزملاء الأصدقاء أنتقد فيه موقفا سياسيا اتخذته مصر.
وفى الحقيقة أن مقالى المشار إليه كان شرحا وتحليلا لبعض المراحل التى مر بها التعاون الإسلامى وشرحا للدوافع والهواجس لبعض مواقف السعودية كما أراها تجاه المنظمة وخشيتها من سيطرة تيار معين عليها خاصة بعد تولى الإخوان المسلمين للحكم فى مصر من ناحية وبعد ازدياد المخاوف من الخطر الإيرانى كما تراه السعودية، فقررت إحكام السيطرة على المنظمة وغلق الأبواب التى قد تهب منها الرياح.. وما زلت عند رأيى هذا وهو مجرد رأى وليس به غَول ولا تأثيم ولا تحامل ولم يحملنى عليه شىء سوى التعبير الحر عما أعتقده.
أما بالنسبة لتجاهل الفترة التى تولى فيها الدكتور إياد مدنى فإنه محق كل الحق فى العتاب، وقد أسفت جدا أننى لم أشرح جيدا الفقرة التى تشير إلى «عودة» المنظمة تدريجيا إلى ما كانت عليه من الخفوت «Low Profile» فقد أوحت هذه الفقرة إلى القارئ بأن ذلك حدث بمجرد تولى الدكتور إياد مدنى قيادة المنظمة.. وهذا غير صحيح بالمرة لأن فترة قيادة الدكتور مدنى للمنظمة اتسمت بالحيوية والعمل الدءوب الجاد... كان يقرأ كل ورقة تعرض عليه ويدرس المواضيع دراسة مستفيضة وقام بالفعل بعدد من المبادرات.
وكنت شاهدا ومشاركا فى بعضها مثل قضايا الأقليات الإسلامية وكان يتشاور فى كل الأمور وقام بإنشاء مجلس حكماء يتكون من بعض رؤساء الدول السابقين كمجمع للعقول للتشاور فى مختلف القضايا.
أعترف بأننى أخطات إذ لم أشرح بما فيه الكفاية مما أوحى بغير الحقيقة وترك ظلالا سلبية غير صحيحة حول فترة تولى الدكتور إياد مدنى للمنظمة وهى فترة على قصرها كانت حافلة بالعمل المخلص الدءوب.
وأرجو أن يكون فى هذا الشرح ما يكفى لتصحيح ما بدا وكأنه غمط للحق وحاشا لله أن أكون من الذين يبخسون للناس أشياءهم.
مساعد وزير الخارجية الأسبق