خريطة للصحة فى مصر
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 11 أبريل 2011 - 9:52 ص
بتوقيت القاهرة
نعيش أياما تاريخية، لنا أن نتنبه لضرورة الاحتماء بأجوائها المتفائلة الباعثة على الأمل والرغبة فى التغيير لنعيد النظر فى ملف صحة الإنسان المصرى بالكامل. أعنى أن نبدأ برسم خريطة جديدة تماما واقعية تعتمد فى الأساس على معلومات علمية دقيقة تربط بين الإنسان والبيئة. فى سنوات تاريخنا الحديث، أرى خريطة الصحة العامة وقد تغيرت كثيرا، وطرأت عليها تحولات وظواهر ربما كان منها غير المتوقع بالمرة.
انحسرت البلهارسيا بأعراضها القاسية لتضرب موجة من فيروسات الكبد خاصة فيروس سى آلافا بل ملايين المصريين، لا أحد يعرف تحديدا عددهم، إنما يمكن بلا شك رصد معاناتهم التى غالبا ما تنتهى بضرورة زراعة أكباد جديدة إذا لم يقض السرطان على ذلك الأمل الباقى.
السل الرئوى الذى انتهى من العالم المتمدين إلى غير رجعة، عاد يطل بوجهه الكئيب علينا. الحمى الروماتيزمية التى أصبحت تاريخا فى العالم الصناعى مازالت تواصل عملها بهمة فى تشويه صمامات قلب الإنسان المصرى، بل اتسع نشاطها ليشمل إصابة المصريين فى أعمار كان يندر أن يصاب فيها كالأطفال أقل من خمس سنوات، الأمر الذى ينهى حياتهم بهبوط عضلة القلب أو من تعدوا العشرينيات ليواجهوا مصيرا تعسا يضطرهم لإجراء جراحات استبدال الصمامات.
الأيدز الذى تخيلنا أن فى تقاليدنا وعقائدنا ما يحول بينه وبين مجتمعنا. أنواع السرطانات النادرة خاصة لدى الأطفال. انتشار مرض السكر بصورة مخيفة. أمراض شرايين القلب ومضاعفات ارتفاع ضغط الدم. أمراض العقل والنفس، خاصة الاكتئاب.
هل لنا فى نهاية الأمر أن نحلم بجهاز أو مؤسسة علمية تضم أطباء بجميع تخصصاتهم خاصة من لهم خبرة فى مجالات الصحة العامة والطب الوقائى إلى جانب صيادلة واقتصاديين ودارسى علم اجتماع وجغرافيا وإحصاء. فريق متكامل يعمل وفقا لخطة علمية مركزية مدروسة لرسم خريطة لصحة مصر تربط بين الإنسان والمرض والبيئة المحيطة به وفقا للتنوع الجغرافى.
لا أدعى أن الفكرة لى إنما سبقتنا إليها بلاد أوروبية مثل فرنسا بعد الحرب، أيضا ماليزيا والهند والصين، وكلها بلاد لها برامجها الصحية وتجاربها التى تؤكد حق مواطنيها فى الصحة بطريقة تستخدم كل إمكانات البلد وتلتفت لتنوع الجغرافيا بين أقاليمها المختلفة.
وللحديث بقية إن شاء الله.