مسلمو أمريكا يتكتلون ضد ترامب
العالم يفكر
آخر تحديث:
الإثنين 11 أبريل 2016 - 9:40 م
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة المونيتور الأمريكية مقالا للصحفى والمحلل السياسى «تايلور لاك» يتحدث فيه عن الخطط التى يضعها الشباب المسلم الأمريكى من أجل المشاركة بقوة فى الانتخابات القادمة، فهم يحاولون إبراز أصواتهم وآرائهم من خلال إطلاق حملات لتسجيل الناخبين، بالإضافة للتحالف مع الأقليات الأخرى لتكوين كتلة تصويتية تترك أثرا على نتيجة الانتخابات القادمة. وبدا هذا واضحا بعد تصريحات المرشح الرئاسى الحالى «ترامب» وتهديداته بحظر دخول المسلمين من غير المواطنين للبلاد. فالجيل الجديد من المسلمين الأمريكيين يختلفون عن جيل آبائهم فى أنهم يريدون إثبات قدرتهم على تقرير الأوضاع، كما يريدون أن تسمع أصواتهم ويعترف بمجتمعاتهم.
ويبدأ «لاك» مقاله بتوضيح التغيرات التى طرأت على اختيارات وتوجهات المسلمين؛ ففى عام 2000، صوت نحو 78 بالمائة من المسلمين الأمريكيين لجورج دبليو بوش، وبحلول عام 2008، صوت نحو 89 بالمائة منهم للرئيس الأمريكى الحالى باراك أوباما. ولكنه يؤكد أن المسلمين الأمريكيين«كقوة سياسية» لم يعودوا كما كانوا بالسابق؛ فقد مروا برحلة طويلة أثرت فى خياراتهم وسلوكهم التصويتى. لم تكن الحرب على العراق وحدها هى من أثر بهم، ولكن أثر بهم أخيرا سلوك وتصريحات المرشح الأمريكى الحالى دونالد ترامب. ويشير إلى أن الأمر أكبر من كونه انتماءات حزبية، حيث يتعلق بجيل كامل من الشباب المسلم الأمريكى الذى لم يعد قليل الأهمية خاصة مع محاولته تكوين كتلة سياسية يمكن أن تترك أثرها ــ بحيث لا يتم تجاهلها مجددا أو حتى معاداتها من أجل الحصول على مكاسب انتخابية.
يؤكد «لاك» أن هؤلاء الشباب يدركون القيود المفروضة عليهم وفقا لتركيبتهم السكانية؛ خاصة وأنهم يشكلون نحو واحد بالمائة من مواطنى الولايات المتحدة ــ وفقا لمركز بيو للأبحاث ــ وهو ما يجعل من الصعب عليهم تشكيل دائرة تصويت حاسمة ومؤثرة. ولكن رغبتهم فى أن يفعلوا شيئا جعلتهم يطلقون هذا العام حملات تسجيل الناخبين.
وقد حسم هؤلاء الشباب والنشطاء الأمر فى ضرورة تشكيل كتل تصويتية فى الأماكن التى يكون لهم فيها نفوذ ديمجرافى تكون حاسمة ومؤثرة، وهو ما يرونه تحديا كبيرا. فهم يرون أن جيل الآباء كان لديه اهتمامات وأهداف أخرى ليحققها، ولكنهم «الجيل الأصغر» يطمحون إثبات وجودهم وإلى جعل أصواتهم مسموعة ومجتمعاتهم معترف بها. وقسم «لاك» الخطط التى يتبعها الشباب المسلم إلى ثلاث نقاط:
أولا: المحور الليبرالى:
كان مجتمع المسلمين الأمريكيين فى السابق مجتمعا محافظا وفى الغالب كانوا يحاولون فقط التأقلم مع الأوضاع السائدة، ولكن اختلف الأمر بعد أحداث سبتمبر حيث كان هناك تحولات سياسية درامية.
يستشهد «لاك» على ذلك بأن أغلبية المسلمين صوتوا للمرشح جون كيرى عام 2004. وبحلول 2008، صُنف نحو 48 بالمائة من المسلمين كديمقراطيين، صوت 89 بالمائة منهم لصالح الرئيس الأمريكى باراك أوباما. وفى عام 2012 كانت نسبة المسلمين المصنفين كديمقراطيين نحو 66 بالمائة، صوت 85 بالمائة منهم لصالح باراك أوباما – وهذا وفقا لاستطلاع رأى أجراه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية.
ولكن الوضع يختلف كثيرا هذا العام خاصة بعد تصريحات وتوعد المرشح الرئاسى ترامب بإجراء حظر مؤقت على دخول المسلمون من غير المواطنين للبلاد. كما صرح تيد بأن الأحياء الخاصة بالمسلمين لابد أن يتم مراقبتها بصفة دورية لمنعهم من التطرف.
وقد قالت ربيعة أحمد؛ المتحدثة باسم مجلس الشئون العامة للمسلمين فى أمريكا إنه «يصعب على المسلمين أن يصنفوا أنفسهم كجمهوريين خاصة فى ضوء الانتقاد الذى يتعرضون له من قبل القادة بشكل دائم ومستمر. ولذا يحاول المجلس تشكيل رد فعل قوى من خلال: حملات تسجيل الناخبين». ولذا انطلقت حملات عديدة تسعى لتسجيل 500 ألف ناخب كى تخرج أصوات المسلمين بشكل مؤثر وقياسى.
وبالتالى يقول الشاب المسلم الأمريكى «سبحان» أن المسلمين موجودون منذ زمن بعيد ولكنهم الآن سيثبتون وجودهم من خلال صناديق الاقتراع. وعلى هذا الأساس بدأ البعض بالتركيز على تجميع الشباب تحت سن الثلاثين، فى حين يقوم آخرون كـ«جابين بخارى» مثلا بالتركيز على المهاجرين مثلها، كما تركز على السيدات مقتنعة بأنه بمجرد أن تشارك المرأة فإن عائلتها ستتبعها، فخلف كل امرأة أربعة أو خمسة أصوات.
ثانيا: قوة التأثير:
يعرض«لاك» رأى «ويلفريدو رويز» الناشط المسلم الأمريكى الذى ينظم حملة ضد ترامب فى جنوب فلوريدا؛ حيث يقول «إن المسلمين يحاولون إثبات وجودهم، ويمكن لمس هذا التغير فى حديث الأفراد عقب انتهائهم من صلاة الجمعة وهم يؤكدون على ضرورة خروجهم للتصويت قائلين إن «تلك الولاية فازت بفارق واحد بالمائة، وبالتالى يمكننا أن نحدد النتيجة ونقررها».
وقد أثبتوا بالفعل قدرتهم فى الانتخابات البلدية. ففى انتخابات قريبة فاز المرشح الديمقراطى باتريك مورفى بفارق 1917 صوتا. وحينها أعلنت مجموعة النشطاء المسلمين (EMERGE) أن حملة التسجيل جمعت 2000 صوت مسلم لصالح مورفى، وهو ما يثبت أن أصوات المسلمين باتت مؤثرة.
وبالتالى يسعى النشطاء تلك المرة أن يجمعوا 200 ألف ناخب مسلم فى فلوريدا لمساءلة السياسيين. حيث تقول ليلى عبدالعزيز، مدير الشئون الحكومية بمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «إن السياسيين يهاجمون المسلمين لأنه ليس هناك صدى لأصواتنا، ولكن تلك المرة سيكون تأثيرنا واضح فى صناديق الاقتراع».
ثالثا: التخطيط الاستراتيجى:
انتقل «لاك» للمحور الثالث مشيرا إلى أنه على الرغم من العوامل المحيطة بانتخابات 2016، فإن النشطاء يعترفون بأنهم فى حاجة لتخطيط استراتيجى وتحالف مع الأقليات الأخرى كى يعظموا من تأثير حملاتهم. فهم يحاولون التواصل مع تلك الأقليات بشأن الاهتمامات المشتركة بينهم مثل قضايا «الحرية الدينية والتمييز العنصرى». فى مارس، تحالفت جمعية الطلبة المسلمين بجامعة شيكاغو مع اتحاد الطلاب السود وعدد من الاتحادات الأخرى للاحتجاج ضد مسيرة ترامب.
ووفقا لخالد بايدون أستاذ القانون بجامعة بارى أن «المجتمع المسلم الأمريكى شديد التنوع فهناك «الأمريكيون الأفريقيون ــ العرب ـ والأمريكيون الآسيويون». «فسبعة أو ثمانية ملايين رقم غير ضخم، ولكنه يمكن أن يكون ذا تأثير من خلال الائتلافات الاستراتيجية التى تتناول قضايا أخرى بشكل أوسع كالربط بين الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد السود».
ومن هنا يختتم الكاتب المقال مشيرا إلى أن العديد من الشباب المسلم الذى قرر المشاركة فى الاقتراع فى نوفمبر القادم لديهم هدف مستقبلى واضح يتمثل فى اظهار قدرة المسلمين من خلال مشاركتهم فى صناديق الاقتراع. وأشار أخيرا لقول الشاب المسلم «سبحان» بأن هناك مرشحين يمثلون المجتمع المسلم، ولكن حلم المسلمين أن يكون لديهم مرشحين من داخل مجتمعهم».
إعداد ــ تغريد مجدى نور