«تيكى تاكسى».. إلى كاتالونيا
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 11 أبريل 2018 - 9:40 م
بتوقيت القاهرة
** كان يوما من أيام الدراما والمفاجآت فى كرة القدم. ففاز ليفربول مرة أخرى على مانشستر سيتى، وعاد روما أمام برشلونة وأطاح به من دورى أبطال أوروبا وقد كان مرشحا للمنافسة على اللقب، وفوز ليفربول كان قريبا ومتوقعا، بعد نتيجة المباراة الأولى. بينما كان فوز برشلونة على روما محسوما، وبدت رحلة الفريق الكتالونى إلى العاصمة الإيطالية رحلة سياحية لمشاهدة الكوليزيوم أول إستاد فى التاريخ، فإذا بروما يكتب تاريخا..
** بعد الشوط الأول من مباراة ليفربول ومانشستر سيتى التى شهدت تفوقا واضحا لفريق جوارديولا قال كلوب للاعبيه فى غرفة الملابس: « علينا أن نتعلم من المباراة. لقد انتهى الشوط الاول وتأخرنا بهدف. والآن علينا أن نكون فريقا مختلفا فى الشوط الثانى. فإذا حاولوا استخلاص الكرة منكم فإن عليهم أن يقتلوكم كى ينتزعوها منكم ». ومرة أخرى مارس ليفربول الضغط العالى من منتصف ملعبه، وحرم مانشستر سيتى من ممارسة أسلوبه، ببناء الهجمات بطريقة تيكى تاكا، التى تمزج بين تبادل الكرة وتبادل المراكز.
** الضغط العالى أسلوب ابتكره قديما المدرب الإيطالى أريجو ساكى، وطوره يورجين كلوب. وهو مايعرف بـ «جيجن بريسينج». وقد يكون الضغط متقدما جدا فى ملعب المنافس أو يكون متأخرا فى منتصف ملعبك.. وعلى الرغم من عدم ظهور صلاح معظم فترات المباراة، لأنه لعب وحده متقدما، فإنه ظهر فى الوقت المناسب وسجل هدفا مهما حطم معنويات لاعبى مانشسترسيتى.
** معلوم أن الجرى عقيدة تدريبية عند يورجين كلوب.. وعلى الرغم من ذلك فإنه قد لا يهتم أن يجرى الفريق 120 كيلومترا فى المباراة لأن الأهم أن يتحرك الفريق كله بشكل أفضل فى المساحات ويؤدى بتناغم بين خطوطه ويكون قرار اللاعب دائما هو الصائب حين يتصرف فى الكرة، فهذا أفضل من الجرى الكثير باعتبار أن امتلاك 11 لاعبا يؤدون خطأ بطريقة واحدة أفضل من 11 لاعبا يؤدى كل منهم ما يحب أن يفعله!
** فى الملعب الأوليمبى بالعاصمة الإيطالية، وقعت المفاجأة الكبرى.. (كارثة لا أعذار فيها كما قالت الصحف الإسبانية) خسر برشلونة. وخرج لاعبوه ورءوسهم منحنية. خروجوا بصحبة الحزن والأسى والألم فهل يتوارى أسلوب تيكى تاكا..هل يتوارى هذا الأسلوب الشيق الذى أمتع عشاق كرة القدم فى العالم سنوات؟
هو أسلوب ممتع وصعب ومعقد. والتمرير فيه هو السلاح. وكل تمريرة تذهب من زميل إلى زميله حيث يجب أن يكون وليس حيث كان، كل تمريرة إلى المستقبل إلى الأمام وليست إلى الماضى فى الخلف ولو كان الماضى جزءا من الثانية. وكى تحقق ذلك على الفريق كله التحرك لصناعة مساحات وصناعة اختيارات للتمرير أمام اللاعب الذى يمتلك الكرة. إلا أن روما واجه أسلوب تيكى تاكا بطريقة الضغط العالى من منتصف ملعبه أيضا. هى نفس الطريقة التى واجه به يورجين كلوب جوارديولا بحيث يمنع بناء الهجمات بطريقة السلم، فتصعد كل هجمة تدريجيا من الخلف إلى الأمام حتى تصل إلى منطقة التهديف الخاصة بالمنافس..
** فى مونديال 2014 بالبرازيل منى منتخب إسبانيا بهزيمتين فادحتين أمام هولندا وتشيلى. سبعة أهداف هزت شباك إيكر كاسياس فى مباراتين.. وتعالت الأصوات والأفكار بشأن أسلوب تيكى تاكا، وهل مات أم سوف يحيا؟ واليوم يدور السؤال نفسه فى الأذهان.. وبعد تجارب مريرة لعل جوارديولا يبحث عن طريقة يواجه بها أسلوب الضغط العالى الذى يقيد التيكى تاكا..
** لقد كان يوما صعبا على مانشستر سيتى وعلى برشلونة.. كلاهما «تيكى تاكسى».. إلى مقره فى مانشستر وكاتالونيا.