شكرًا للفتنة فى مصر
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 11 مايو 2011 - 8:49 ص
بتوقيت القاهرة
●●كلام، وكلام، وكلام.. لم يعد هذا الكلام نافعا، ولم تعد الخطب وأحاديث الوحدة الوطنية نافعة، ولم يعد أحد من ملايين المشاهدين فى مصر المحروسة يصدق أو ينصت لجلسات ولاجتماعات ولندوات تلقى فيها محاضرات عن تاريخ العناق بين الهلال وبين الصليب.. نحن نريد اليوم قرارات وعقوبات عنيفة وقاسية، وقلنا ألف مرة إن كل إصلاح فى التاريخ قام على القانون وعلى قوة هذا القانون.
●●مشاهد البلطجة غير مسبوقة ومتنوعة وبعضها يحركه الدوافع العائلية والقبلية فى استغلال انتهازى ومنحط لسوء الأحوال الأمنية وذلك باقتحام السجون والاعتداء على أقسام، والاعتداء على الناس.. وبعض البلطجة منظم ومخطط، ومن ذلك محاولات إثارة الشك والغضب بين الشعب والجيش، وتكرار إشعال الفتنة والنار بين المسلمين والأقباط، وأصحاب تلك الخطط الشيطانية يستغلون الأحياء الشعبية، التى تشهد تلامسا وزحاما وتعاملا يوميا وتحركا للكتل المسلمة والمسيحية، حدث ذلك فى أطفيح، وفى إمبابة، وفى المطرية. وهؤلاء الشياطين الذين يخربون البلد، يعملون فى الظلام، ويستغلون كل ظرف أو تحرك شعبى، وهم الذين أطلقوا رصاصات الخسة على المعتصمين ليلا فى ميدان التحرير فى يوم من الأيام.
●● الرصاص والأسلحة البيضاء، أصبحت فى متناول الجميع، ومن أخطر تلك الأسلحة سلاح المولوتوف، فاليوم لو وقع تصادم بين سيارتين، سوف يهبط سائق ويلقى بزجاجة مولوتوف فى صالون الخصم.. هل أصبحت زجاجات المولوتوف تباع فى المحلات بجوار زجاجات الزيت والصابون؟!
●● مولوتوف هو فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف السياسى السوفييتى البارز وتنسب إليه تلك القنابل الحارقة التى استخدمت لأول مرة فى الحرب الأهلية الإسبانية وفى فنلندا عام 1939 فيما عرف بحرب الشتاء، وكل دول العالم تحرم استخدام تلك القنابل والعقوبات تصل إلى إعدام كل من يستخدم هذا السلاح القاتل والخطير على الرغم من أن الحصول عليه فى غاية السهولة، ويمكن تصنيعه بمنتهى البساطة فى المنزل.
●● هذه الأسلحة، وسلوك البلطجة الشرير لا يتواءم مع طبيعة هذا الشعب الطيب المتصالح والمتسامح، والأصابع الخفية التى تلعب بالنار، تنقسم إلى نوعين، الأول له مصلحة مباشرة فى ترويع الناس، وإجهاض الثورة والنهضة، وهم بقايا الفساد، والنوع الثانى يمثله الجهات الأجنبية التى تقاوم فكرة «مصر القوية»، وهو ما يؤكده ما جاء على القناة الثانية الإسرائيلية صباح يوم الأحد 8 مايو ورصده القارئ محمود جابر على: «سألت يونيت ليفى، مقدمة النشرة الصباحية الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلى الموساد مائير داجان عن انتفاضة الخامس عشر من مايو التى يريد أن يكسر بها الشباب العربى الحصار على فلسطين، فقال وهو يرسم ابتسامة عريضة: شكرا للفتنة الطائفية فى مصر»!
●●لا تعليق ولا إضافة، وأترك الذين يحرقون البلد، يفكرون فيما قاله مائير داجان، وأتركهم يتخيلون ابتسامته.. وأترك الذين يفكرون بعقل فى إعادة رصد مشاهد البلطجة جيدا لعلهم يشاهدون شياطينها!