ثلاثة أرقام.. وأقل من ستة أشهر
مواقع عالمية
آخر تحديث:
السبت 11 مايو 2024 - 8:05 م
بتوقيت القاهرة
كريس ستايرولت
يفصلنا أقل من ستة أشهر عن يوم الانتخابات الأمريكية، وما زال السباق مشوشًا. بمعنى أن أرقام الرئيس الحالى (جو بايدن) ومنافسه الرئيسى (دونالد ترامب) متقاربة، بل يواجهان استياء الناخبين والناخبات على المستوى الوطنى، حتى فى الولايات المتأرجحة- التى من المفترض أن يتمتع كل منافس فيها بميزة قوية- سنجد أن السباق لا يشير إلى منافسة شديدة!
نفس القصة بالنسبة لانتخابات الكونجرس؛ إذ فى مجلس النواب، يبذل الحزبان الرئيسان (الجمهورى والديمقراطى) قصارى جهدهما سعيا وراء الحصول على أغلبية بسيطة للغاية. ومجلس الشيوخ لا يختلف كثيرا، لذا لن يكون مفاجئا إن أهدر الحزب الجمهورى الفرصة مرة أخرى.
يرى الكاتب فى مقاله المنشور على موقع the American Enterprise Institute أن ضعف المرشحيْن والحزبيْن من شأنه أن يعمل على التعجيل بالانحدار الأمريكى. بعبارة أوضح، عمر بايدن وضعف ذاكرته جعلاه مرشحًا أقل جاذبية. فى المقابل، يحمل ترامب وصمة عار السادس من يناير (اقتحام الكابيتول)، ناهينا عن ملاحقته قضائيًا، ما يجعله خيارًا غير مناسب على الإطلاق كمنافس يسعى إلى انتخابات «التغيير». لذا، يقول 10 % من الناخبين والناخبات لاستطلاعات الرأى أنهم ما زالوا مترددين، لكن هذا ليس لأنهم غير متأكدين من المرشحيْن، بل فقط مترددين ?ِن مَن هو المرشح الذى سيجعلهم يندمون أقل فى حالة التصويت له!
• • •
فى الواقع، هذا السباق الرئاسى ما هو فى حقيقته إلا إعادة انتخاب، وهناك ثلاثة أرقام/مؤشرات لمساعدتنا على فهم الاختلاف الحادث لمزاج الناخبات والناخبين الأمريكيين بين عامى 2020 و2024.
أولًا: الرضا، تسأل مؤسسة جالوب فى استطلاعاتها بشكل روتينى السؤال التالى: «هل أنتم راضون أم غير راضين عن الطريقة التى تسير بها الأمور فى الولايات المتحدة فى هذا الوقت؟» فى 2020، قال 32 % إنهم راضون، وقال 66 % إنهم غير راضين. لكن اليوم، أصبح 23 % راضين، و74 % غير راضين.
هذه الدرجة من عدم الرضا تعد علامة قوية على أن الوضع الراهن فى ورطة. درجة الرضا أصلًا كانت قد انخفضت بمقدار 11 نقطة بين أواخر الربيع ويوم الانتخابات 2020، حيث اجتاحت البلاد احتجاجات عنيفة وأجواء متفاقمة من الاضطرابات وفشل ترامب فى استجابته لكل ذلك بالإضافة لانتشار فيروس كورونا. والخبر السيئ بالنسبة لبايدن هو أن هذا الرقم يمكن أن يتغير إلى الأسوأ!
• • •
ثانيًا: الحزبية، الحديث عن «تزوير صناديق الاقتراع» مجرد خدعة. فالميول الحزبية ليست أرقامًا ثابتة، هى لا تتغير بمرور الوقت نتيجة انضمام أناس جدد إلى الحزب هذا أو ذاك فحسب، بل إنها تنحسر وتتدفق أيضًا مع مواقف الناخبات والناخبين الحاليين. وفى فترة الانتخابات نفسها، قد يشعر الشخص بانتماء أقوى أو أضعف لحزبه المفضل بشكل عام. صحيح أن التحول بين الأحزاب أمر نادر الحدوث، لكن العديد من الناخبين والناخبات ينجرفون من الانتماء المستقل إلى الحزبى الضعيف، وفى بعض الأحيان، الانتماء الحزبى القوى.
توفر لنا مؤسسة جالوب مرة أخرى القياس الأفضل والأكثر اتساقًا حول هذا الأمر. فى بداية مايو 2020، اعتبر 28 % أنفسهم جمهوريين، و31 % ديمقراطيين، و37 % مستقلين. وتظهر أحدث الأرقام لهذا العام أن 30 % جمهوريين، و28 % ديمقراطيين، و41 % مستقلين.
إن انخفاض نقاط الحزب الديمقراطى بفارق 3 بين العامين، وزيادتها بنقطتين للحزب الجمهورى فى نفس المدة، يقول الكثير عن حالة تماسك كل حزب. فمن السهل الحفاظ على تماسك الحزب عندما لا يكون فى السلطة، لأن الحكم يؤدى حتما إلى الإحباط الشعبى. وهؤلاء الذين وصفوا أنفسهم بالمستقلين، والذين كانوا فى السابق يطلقون على أنفسهم ديمقراطيين هم الذين تفكر فيهم حملة بايدن ليل ونهار.
• • •
ثالثًا: الحماس الحزبى، من المعلوم أن الحزب الجمهورى يتمتع بميزة وهى حماس ناخبيه وناخباته تجاه المشاركة فى الانتخابات مقارنة بالحزب الديمقراطى. لكن فى مباراة العودة هذه، لا يتجه الحماس لمرشح الحزب بل لكره الطرف الآخر أكثر. فالحزب الديمقراطى يخاف من ترامب أكثر بكثير من خوف الحزب الجمهورى من بايدن. لذا، قد يكون الخوف هو الدافع الأفضل فى معركة كهذه.
مرة أخرى، ننتقل إلى جالوب، لمعرفة حماس الجمهور بشأن التصويت. فى عام 2020، قال 56 % إنهم «أكثر حماسًا من المعتاد» بشأن التصويت، بينما قال 28% فقط إنهم أقل حماسًا. هذه المرة، 54 % يقولون إنهم أكثر حماسًا من المعتاد (نفس الشىء تقريبًا)، لكن 41 % يقولون إنهم لا يشعرون بذلك، بزيادة 13 نقطة عن أربع سنوات مضت!
هذا دليل قوى على أن نسبة الإقبال سوف تنخفض بشكل كبير عن عام 2020. لكن أى حزب سوف يعانى أكثر؟ انخفض الحماس الجمهورى بمقدار 18 نقطة بشكل عام، مقارنة بانخفاض قدره 9 نقاط للديمقراطى، لكن الحزب الجمهورى كان يبدأ من خط أساس أعلى بكثير. لذا، إذا كانت الانتخابات ستشهد نسبة إقبال أقل فربما تكون هذه أخبارًا جيدة للحزب الجمهورى.
ترجمة: ياسمين عبداللطيف
النص الأصلى:
https://rb.gy/pe1uyf