بانتظار 30 يونيو
محمد عصمت
آخر تحديث:
الثلاثاء 11 يونيو 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
قد لا يستطيع أحد من المراقبين أن يضع سيناريوهات محددة لأحداث ونتائج يوم 30 يونيو، فمن الممكن جدا ان نرى فى هذا اليوم بحورا من الدماء بين أنصار حركة تمرد وبين مؤيدى الإخوان فى حروب شوارع، قد تسفر عن سقوط الرئيس، أو تدخل الجيش لفض الاشتباك بين الطرفين..
ومن الجائز أيضا أن يمر اليوم ببعض المناوشات البسيطة، تنتهى باعتصام عدة آلاف من معارضى الرئيس فى ميدان التحرير لعدة أيام أو حتى أسابيع..
ومن المحتمل كذلك أن يفاجئنا الرئيس وعقلاء مكتب الإرشاد بتقديم بعض التنازلات السياسية، بإقالة حكومة قنديل مثلا، وغل يد مجلس الشورى عن التشريع، والإعلان عن موعد انتخابات مجلس النواب، دون ان نستبعد إمكانية إعلان الإخوان عن تحديد موعد لانتخابات رئاسية مبكرة!
لكننا فى كل الأحوال، لن نعود إلى نفس المشهد السياسى الراهن بقوانينه وتوازناته، بعد أن فشلت قوانين اللعبة الحالية فى إقرار نقطة توازن بين الحكومة وفرق المعارضة المختلفة، تسمح لكل منهما بالقيام بوظيفته ولو بالحد الأدنى من الرضا الشعبى والتوافق المجتعى.
الكثير من المؤشرات يؤكد اننا داخلون على موجات من الفوضى والفتن سيصاحبهما عنف غير مسبوق فى ظل غياب الداخلية، وحرص الجيش على عدم التورط فى ضرب المتظاهرين، كما حدث من قبل، والدليل على ذلك أن صقور حركة تمرد يطالبون على صفحات التواصل الاجتماعى باجتثاث الإخوان من حياتنا السياسية، ولا يكتفون فقط ــ كما تطالب حمائم الحركة ــ بتنحى مرسى وتنظيم انتخابات رئاسية جديدة، فى حين يتوعد صقور حركة «تجرد» من مختلف الاتجاهات الإسلامية بالتصدى لمن يطالبون بإسقاط مرسى.
وهو ما أوضحه المهندس عاصم عبد الماجد بأنه فى صباح أول يوليو سيعود أعضاء تمرد إلى جحورهم، وتأكيده على أن بعض شباب تمرد شيوعيون وملحدون ومن متطرفى الأقباط، مثل شباب ماسبيرو الذين ضربوا القوات المسلحة بالعصى المرسوم عليها الصليب، ومن منظمة أقباط بلا قيود التى تريد محو الإسلام من مصر والذين قالوا إن الإسلام ضيف على مصر، موجها رسالة تحذير للكنيسة قائلا فيها بإيجاز يشى بكل الاحتمالات: «لا تغامروا بشبابكم».
ورغم انه لا أحد يعرف تحديدا حجم الأوزان النسبية لهذه الدعوات المتطرفة من الجانبين، ولا قدرة أى منهما فى التأثير على حركة المتظاهرين المفترضين فى 30 يونيو، لكن الملاحظ ان لغة الإقصاء والتحدى أصبحت هى السائدة بين الطرفين، دون أن يظهر أحد ليقدم لنا طريقا ثالثا يحقق الحد الأدنى من مطالبهما، كما لم يظهر أحد فى نخبنا السياسية، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، يمتلك الرؤية أو البرنامج أو الكاريزما التى تطفئ هذه النيران المشتعلة، والتى تهدد بإحراق الجميع!
الحقيقة الواضحة فى كل هذه الضبابية التى تخيم على حياتنا السياسية، أن الإخوان المسلمين ورئيسهم الدكتور محمد مرسى هم الذين وضعونا فى هذا المأزق الكارثى، بفشلهم الذريع فى الحكم، وتراجعهم المخزى عن وعودهم، وتسببهم فى إشعال أزمات اقتصادية مستحكمة يدفع ثمنها ملايين المصريين، دون أى أمل فى حلها، علاوة على نكباتهم فى سيناء وفى اثيوبيا وفى تقسيم المصريين إلى فسطاطين متحاربين.. ومع ذلك فهم يتمسكون بالحكم حتى لو احترق البلد، وكأنهم متأكدون انهم إذا تركوه لن يعودوا إليه مرة أخرى!