أسباب وجيهة للفرح


رضوى أسامة

آخر تحديث: الأحد 11 أغسطس 2013 - 8:50 ص بتوقيت القاهرة

دعانى أحد الأصدقاء مؤخرا لزيارة موقع للسعادة على الفيسبوك، وبمجرد أن تبدى إعجابك بالصفحة يرسل لك الموقع يوميا أسبابا وجيهة للفرح. كنت بحاجة لذلك، فمنذ حوالى أسبوع قررت الاستمتاع بعدم متابعة آخر أخبار الموتى والاكتفاء بمشاهدة فيلم هادئ ثم الاستسلام للنوم.

وأمس بعد فشلى فى اللحاق بصلاة التسابيح فى الجامع، قررت الصلاة وحدى فى البيت وبحق كانت صلاة رائعة رغم قصرها، لكنها كانت من القلب واستطاعت منحى نافذة على الرضا لكل ما فى الحياة والاستسلام التام لمواعيد الله. كانت تلك الصلاة بالنسبة لى ضمن الأسباب الوجيهة للفرح.

أراقب المارة فى الشارع، الكبار والأطفال، لم أجد فرحا باديا على وجوه المارة، تختفى الابتسامة وتظهر مجرد ملامح حيادية لا تحمل شيئا.

الطفل الذى رأيته يشترى ملابس العيد لم يكن فرحا، اشترى ما أراده بهدوء حاملا الكيس إلى سيارة والده وجلس صامتا يراقب الطريق مثلى.

تذكرت فرحة ملابس العيد وأنا صغيرة، وانتظارى للصباح حتى يمكننى ارتداؤها والحفاظ على الحذاء فى الكرتونة، عندما اشتريت حذاء منذ أيام للعيد، أخبرت البائع أن يعيد الحذاء إلى الكرتونة التى قرر أن يتخلص منها.. أخبرته ببساطة أن الاحتفاظ بالكرتونة بالنسبة لى ضمن الأسباب الوجيهة للفرح.

أظن أننا بحاجة إلى التفكير جديا فى السعادة، بمناسبة العيد، كيف يصبح سعيدا؟ ودعنى أعدل السؤال: كيف ستتعلم أن تصبح سعيدا؟ قررت النظر إلى كل الأشياء الإيجابية التى أمتلكها وأفكر فيها من منظور مختلف وأتأمل فى حكمة الله واختياراته. لن أشجع نفسى على المضى فى التفكير السلبى المستقبلى.

وأنا أقود السيارة، لمدة ثلاث ساعات تقريبا، ضبطنى متلبسة فى التفكير فى أشياء قد تحدث بعد خمس سنوات.. لم تكن هذه الأشياء سعيدة على الإطلاق، كانت توقعات سيئة لما قد يحدث، لكننى فكرت أننى مسئولة عن هذه اللحظة فقط، واستسلمت لمبدأ «اليوم واليوم فقط»، وفكرت أننى فى كل المرات التى فعلت فيها ذلك كسبت وقتا سعيدا.

قررت أن أبتسم رغم المرار اليومى، سأستمتع بما فى يدى ولا أنظر إلى الغد.

فليفكر كل منا ويدعو طفله للتفكير فى تلك الطقوس المفرحة التى ستسعده فى العيد، دعونا نأخذ إجازة من كل الأحداث، ونمنح أنفسنا وقتا للتفكير فى السعادة. دعوا أطفالكم يتعلمون كيفية الفرح، الفرح يبدأ من الذهن وليس الأحداث. لا توجد أحداث مفرحة وإن وجدت فهذه السعادة لن تستمر.

الفكرة فى ذهنك وطريقة تفسيرك لتلك الأحداث.

منذ أيام كنت أفكر فى أن الزواج ليس وحده سببا كافيا للفرح كما يتصور البعض، ستجد نفسك تمر بأوقات صعبة بالنسب نفسها التى كنت تمر بها قبل الزواج.

صديقتى أخبرتنى أنها ستمتلك ذخائر من السعادة بمجرد الزواج، وستنتهى تلك الاوقات الكئيبة التى تمر بها وهى غير مرتبطة، لكنى أخبرتها ــ وربما أحبطتها ــ بأنها ستعانى من نفس ما تمر به الآن فى الزواج. لا توجد منحة اسمها السعادة، لكنها قرار نتخذه وطريقة تفكير ايجابية نتبناها ومجاهدة لكل الأحداث السيئة الموجودة حولنا.

أطفالنا سيصبحون مثلنا ستختفى ابتسامتهم، ويجلسون إلى جوار شاشات الكمبيوتر يتابعون لعباتهم المفضلة فى ملل. علموهم كيف يفكرون بشكل إيجابى، حاولوا قضاء إجازة عيد استثنائية مهما حدث. وضعوا قائمة معهم بتلك الأشياء المفرحة التى سيفعلها كل منكم وعلموهم أن يقيسوا فرحتهم بذلك بمقياس واحد من عشرة. علموهم أشياء كثيرة عن الفرح، فهناك دوما عشرات الأسباب الوجيهة للفرح، وسط كل هذا الظلام والغم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved