الناس فى الصيف.. كيف تنتقى نيران الشمس الصديقة؟
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 11 أغسطس 2023 - 8:40 م
بتوقيت القاهرة
يعانى العالم من تغييرات المناخ التى رصدها العلم قبل أن تبدأ تداعياتها فى إلقاء ظل ثقيل على حياة الإنسان على الكرة الأرضية بلا أى استثناء. يحاول العالم الآن بذل الجهود لمواجهة قسوة الظروف الطبيعية وأهمها ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات لم يعرفها العالم من قبل تؤدى فى بعض الأحيان إلى اشتعال الحرائق فى الغابات فى بلاد تميزت دائما بمناخ معتدل وربما بارد مثل كندا وأستراليا.
كان من أكثر التعليقات طرافة على منصات التواصل الاجتماعى على موجة الحر غير المسبوقة التى نتعرض لها الآن تعليق يقول «حلاوة شمسنا» من حبها فى مصر نزلت بنفسها تصيف معانا.
جاء التعليق رغم طرافته ليؤكد معاناة الجميع على حد سواء من تلك الموجة الحارة التى اجتاحتنا هذا الصيف.
لا يملك الجميع رفاهية اللجوء للتكييف ولا حتى المراوح أحيانًا رغم أن لكل منهما أيضًا محاذير يجب الانتباه إليها فتظل الفكرة الأساسية فى كيفية الاستعداد لتحمل درجات الحرارة المرتفعة والتهيؤ لها ومعايشتها فى صورة متعددة تخفف من حدتها وتقى من أخطارها.
رغم أن ارتفاع درجة حرارة الجو خاصة أثناء النهار له من المخاطر ما يطال الجميع إلا أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثرًا بالحر نظرًا لأن أجسامهم تواجه صعوبات فى تنظيم درجة الحرارة الداخلية لهم.
كثيرًا ما نسمع تعبيرات تحتاج لشرح وافٍ هو حجر الزاوية فى الوقاية من الإنهاك الحرارى أو ضربة الشمس على سبيل المثال.
ليس من الضرورى أن يتعرض الإنسان لضوء الشمس المباشر حتى يصاب بضربة الشمس إذ إنها يمكن أن تصيب الإنسان فى مكانه سواء كان فى منزله أو خارجه نظرًا لارتفاع درجة حرارة الجو إلى مستويات عالية.
التعرق والدوخة والإحساس بالتعب والإجهاد الذى قد يصل إلى حد فقدان الوعى وربما تشنجات العضلات وحروق الجلد كلها أعراض تعلن عن إصابة الإنسان بضربة الشمس.
أول ما يجب أن يفكر فيه المصاب هو اللجوء إلى منطقة الظل أو مكان مكيف جيد التهوية مع تناول الماء فإذا ما استمرت الأعراض أو زادت سوءًا فعليه التوجه مباشرة إلى المستشفى لتلقى الرعاية الكافية والتأكد من أنه لا يعانى من مشكلات الجفاف التى قد تؤثر بصورة أكثر خطورة.
أما من يعانون من أمراض مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر فعليهم الانتباه جيدًا لتناول الأدوية بصورة مستمرة مع تناول القدر الكافى من الماء. استشارة الطبيب واجبة فى حالة تناول أى أدوية موسعة للشرايين كمرضى الذبحة الصدرية وأمراض شرايين القلب التاجية وشرايين المخ إذ إن تأثيرها يتضاعف فى أيام الحر.
ارتفاع حرارة الجو يساهم فى توسيع الشرايين بصورة تلقائية تختلف من إنسان لآخر لكنها تحدث للجميع على حد سواء.
مراجعة قدر الصوديوم المستهلك يوميًّا (ملح الطعام) أمر أيضا بالغ الأهمية خاصة فيما يتعلق بالمعلبات التى قد يسهل على الجميع اللجوء إليها بدلا من الجهد المبذول فى الطبخ يوميًّا على اعتبار أن ألوان الطعام المستخدم فيها القلى والتسبيك تعد ثقيلة إلى حد كبير تحتاج جهدًا سواء فى الإعداد أو الهضم.
أيضًا من المفيد تجنب تناول المشروبات التى تحتوى قدرًا من الكحول أو الكافيين كالشاى والقهوة إذ إنها تعمل بصورة تلقائية عمل مدرات البول الأمر الذى يقلل من مستوى الماء فى الشرايين أيضًا الصوديوم لتنشأ أعراض الجفاف ومشاكله.
أهم ما يمكن الالتفات إليه أيضًا هو الأسباب التى قد تتسبب فى فساد الطعام وإصابة الإنسان بالتسمم الغذائى فى أيام الحر.
تناول الطعام من مصادر خارجية ملوثة أو تعرض الطعام للتلوث داخل المنزل أثناء إعداد الطعام أمور واردة يجب الانتباه إلى شروط إعداد الغذاء بصورة صحية وحفظه بطريقة سليمة.
الخيار والبطيخ والشمام والكنتالوب وأنواع السلاطة كلها خيارات غذائية ذات قيمة عالية فى أيام الحر فإلى جانب احتوائها للماء بكثافة فإنها أيضا تحتوى على الألياف ومضادات الأكسدة والعناصر الهامة مثل البوتاسيوم اللازمة لتوازن ضغط الدم فى الشرايين.
صيف آمن وإجازة سعيدة..
دمتم جميعًا سالمين