يوميات الانتخابات ـــــ تنظيم حملة انتخابية حقيقية
عمرو حمزاوي
آخر تحديث:
السبت 12 نوفمبر 2011 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
قررت خوض الانتخابات البرلمانية وهدفى الأول هو تنظيم حملة انتخابية حقيقية تتواصل مع الناخبات والناخبين انطلاقا من مشروع سياسى وتنموى للوطن وتنموى للدائرة التى أترشح بها. قبل بدء الحملة، وكنت مع فريق صغير من الزملاء والمساعدين قد حسمنا أمرنا باتجاه الاعتماد على العمل التطوعى لتنظيم الحملة، كان همى الأكبر هو تحفيز عدد من المتطوعين يكفى لإدارة العمل الانتخابى بجدية ومنافسة المرشحين الآخرين. والحقيقة أن رغبة وقدرة الكثير من المواطنات والمواطنين على التطوع والإسهام الفعال كانت المفاجأة الجميلة الأولى التى دونتها فى يوميات الانتخابات. بعد أيام من بدء العمل أصبح للحملة فرق للتواصل الجماهيرى ولتنظيم اللقاءات والمؤتمرات وللعمل الإعلامى ولمخاطبة الناخب عبر شبكات التواصل الاجتماعى ولطبع مواد الدعاية الانتخابية وبالطبع لإدارة الحملة.
الهم الآخر الذى سيطر على ونحن نبدأ الحملة الانتخابية كان التعرف وبسرعة على المداخل الحقيقية للحركة الجماهيرية والسياسية فى الدائرة بعيدا عن سوق الانتخابات الفاسد والردىء الذى صنعته ممارسات نظام مبارك. هناك بالفعل سوق للانتخابات به تجار أصوات وتجار مواد دعاية انتخابية ومتخصصين فى الدعاية السلبية عن المرشحين ومسئولين عن تجاوزات كتقطيع لافتات المرشحين وإفساد مؤتمراتهم ولقاءاتهم وغير ذلك من أفعال كانت تتحول قبيل يوم الانتخاب وفى اليوم نفسه إلى أعمال بلطجة وإجرام. التحدى الذى واجهناه هنا كان كيف نبتعد عن سوق الانتخابات وبطانته الفاسدة ونصل فى ذات الوقت للمناطق الخاضعة لسيطرته ونتواصل بها مع الناخبات والناخبين انطلاقا من مشروع سياسى وليس من أرضية الرشاوى الانتخابية.
بموضوعية وحياد، وعلى الرغم من وجود الكثير من الائتلافات والمبادرات الأهلية الرائعة فى دائرة مصر الجديدة بمناطقها المختلفة وإمكانية التواصل معها، أؤكد أن التخلص من سوق الانتخابات الفاسد أو تجاوزه بالكامل فى العمل الانتخابى اليومى غير ممكن فى 2011. كل ما نستطيع فعله هو تجنب هذا السوق وبطانته وتحمل ثمنا انتخابيا ليس بالهين يبدأ من تقطيع اللافتات مرورا بالشائعات والدعاية السلبية ووصولا إلى إفساد اللقاءات. كل ما نستطيع أن نفعله هو أن نتواصل مع الائتلافات والمبادرات الأهلية المحترمة، وليست تلك الخارجة من عباءة النظام القديم بمسميات جديدة وهى أيضا موجودة ولها بعض المرشحين، ونخاطب من خلالها الناخب.