شماعة الإخوان وأعداء الدولة!!
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
السبت 11 نوفمبر 2017 - 9:40 م
بتوقيت القاهرة
النائب البرلمانى عن محافظة الفيوم منجود الهوارى، اعتدى على موظفة أمن جامعة الفيوم بصفعها على وجهها، وكاد يصدم طالبا بسيارته، لأن أمن الجامعة رفض دخول ابنته وصديقتها إلى حرم الجامعة من دون وجود أوراق رسمية معهما.
كان المفترض أن يصمت النائب ويتوارى بعد الاعتذار عن فعلته، لكنه فعل العكس تماما وصال وجال فى الفضائيات.
وأطرف ما قاله منجود لشريف عامر فى برنامج «يحدث فى مصر» على «إم بى سى مصر»: «لو كان مكانى عمر بن الخطاب لضرب البت دى ١٠٠ ضربة» و«البت دى» يقصد بها بالطبع موظفة الأمن. هذا هو الأطرف أما أخطر ما قاله منجود فكان مع محمد الباز على فضائية «المحور» حينما قال: «الطلاب الذين حاولوا تكسير سيارتى ليسوا طلابا عاديين وإنما أصحاب أيديولوجيات معادية للدولة ومؤسساتها ومنها مجلس النواب». وقال كلاما مشابها وغريبا أيضا مع الزميلة رشا نبيل فى برنامج «كلام تانى» على قناة دريم.
لن أزيد فى قصة منجود مع جامعة الفيوم فقد أوفيتها حقها قبل أيام، لكن سأتوقف اليوم عند شماعة الإخوان وأعداء الدولة التى صار الكثيرون يستخدمونها بكثرة هذه الأيام للتهرب من تحمل أى مسئولية.
من الواضح أن منجود «جديد فى الصنعة»، أو أن أحدا نصحه بسرعة أن يستخدم هذه الشماعة كى يفلت من اللوم والمسئولية فى فضيحة صفعه لموظفة أمن الجامعة. لم يكلف النائب نفسه احترام عقول الناس قبل أن يطلق هذه النكتة السمجة، فالطلاب الذين حاولوا تكسير سيارته، لم يفعلوا ذلك لأنهم إخوان أو «اثاريون» أو معادون للدولة، ولم يكونوا أساسا يعرفون أنه سيعتدى على موظفة الأمن، أو يحاول صدم زميلهم. هم لم ينتظروه ويوقعوه فى كمين معد سلفا، بل تصرفوا بصورة تلقائية من وحى فعل كارثى ارتكبه النائب.
ما قاله منجود بصورة بائسة، يكرره كثيرون فى العديد من الهيئات والمؤسسات.
عندما يفشلون فى أداء مهمتهم أو عملهم بالصورة المطلوبة يسارعون إلى إلقاء المسئولية على شماعة الإخوان؟!
سوف يسأل سائل: وهل معنى كلامك أن الإخوان غير موجودين ولا يحاولون الإضرار بالأمن والاستقرار؟.
الإجابة هى لا، هم ما يزالون موجودين فى بعض القطاعات، ويحاول بعضهم التخريب والتعطيل كلما أمكنهم ذلك، ومجموعات تنتمى إليهم تنفذ عمليات إرهابية وتتباهى بذلك. وكل هؤلاء ينبغى التصدى لهم بأقصى درجات الحزم والشدة فى إطار القانون. لكن أن يتم إلصاق أى تهمة بالإخوان و«الطابور الخامس»، فهو أمر يدعو إلى الدهشة، ويجعل الإخوان عملاقا كبيرا قادرا على فعل أى شىء فى أى مجال، رغم أن الحكومة وأجهزة الأمن تقول لنا ليل نهار إن التنظيم ضعف كثيرا وتراجعت قدرته على الحشد والتأثير.
المناخ المستشرى هو الذى يجعل هذا النائب وأمثاله يلجأون فى كل «زنقة» إلى استخدام شماعة الإخوان، كى يهربوا من أى مسئولية، لكن الأسوأ هو أن يتم تصديق ذلك على المستويات العليا، والتعامل مع هذه الأكاذيب والخرافات باعتبار أنها حقائق.
لو أن الإخوان أقوياء بمثل هذه الصورة التى يصورها منجود وغيره من «المناجيد»، ما كان هذا حالهم، علما أنهم فى أشد حالات ضعفهم، ومنقسمون طبقا لما نقرأه على وسائل التواصل الاجتماعى.
خطورة انتشار شماعة الإخوان، أنها تجعل الحكومة والدولة وسائر الأجهزة والمؤسسات لا ترى الحقيقة. لأنه إذا كان الإخوان هم سبب كل المشكلات والازمات والمصائب والكوارث، فلن يتم علاج أى شىء، بل سوف نستيقظ ذات يوم على وقع مصيبة كبرى لا قدر الله.
ليس معنى ذلك مما سبق أن أقلل من خطورة التآمر، لكن شرط أن يكون ذلك حقيقيا، وليس «عمال على بطال». أتمنى أن ينال نائب الفيوم ما يستحقه من عقاب سواء أمام البرلمان نفسه أو الجهات القضائية المختصة، ليس فقط تطبيقا للقانون على الجميع، ولكن حتى يرتدع أمثاله ولا يلجأون إلى هذه الشماعة التى اهترأت بسبب كثرة استعمالها!!.