الصحة فى مصر.. قضية هى رسالتنا وحقنا وواجبنا
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 12 يناير 2018 - 9:10 م
بتوقيت القاهرة
ما أن انتهت أيقونة الإنسانية السمراء «أوبرا وينفرى» من جملتها فى خطابها القوى المؤثر بين زملائها فى احتفالية «الجولدن جلوب» حتى دوى صوت التصفيق الحماسى يباهى الرعد. كانوا جميعا وقوفا يزيدهم بهاء اللون الأسود الذى حرصوا على ارتدائه إعلانا عن رفضهم لحوادث تكررت فى أوساط هوليود من ألوان التحرش الجسدى لم تعلن وقتها ضحاياها عما تعرضن له من مهانة خشية سيادة أصحاب السلطة.
«الذى أوقن به وأعتقده أن أقوى سلاح نمتلكه هو قول الحق ولا شىء غيره» كانت السيدة وينفرى تتحدث عن أن الحقيقة يجب أن تسطع بلا أى إضافات أو ألوان أو تبريرات أو هوامش حتى يمكن التصدى لحل حقيقى وقاطع لا يخضع لخوف أو ينحنى لمصلحة.
لا أنكر أننى صفقت لها وفاضت دموعى تأثرا بالإنسانة التى صنعت كرامتها من كل صنوف المهانة والذل والعذاب التى تعرضت لها لتقف الآن على رأس قائمة سيدات العالم الحرائر. لم أرها أبدا المذيعة ذائعة الصيت ولا الممثلة التى تخطت الأوسكار إنما رأيتها الإنسانة الشجاعة التى أعلنتها لا تخشى فى الحق لومة لائم حتى لو تعرضت للأذى.
تحدثت بربارة وينفرى فى قضية لم تكن قضيتى لكن الحق راية ينضم تحت لوائها بلاشك كل أصحاب النفوس السوية والراغبين فى صلاح العالم ونفع الإنسان.
تمنيت اليوم لو كان لى أن أسأل زملاء مهنتى ومنهم قامات تطاول السحاب فى الطب والحكمة وكمال الخلق: اين انتم من قضية هى رسالتنا وحقنا وواجبنا؟!
كلنا نعرف تفاصيل الحقيقة فما بالكم تتركون الحل لمن لا يملكون إلا الرؤى القاصرة أصحاب البصيرة التى تحكمها المصالح. هل تتوقعون حقا أن يتبنى أعضاء مجلس النواب الحالى قضية حق الإنسان المصرى فى الصحة؟
زملاء مهنتى الأعزاء.. يا من نتباهى بكم فى المؤتمرات العالمية ما لى أسمع صوتكم عاليا يأتينى عاليا واضحا جليا من هناك بينما تظل قضية غياب البنسلين طويل المفعول قضية إعلام وبرامج تليفزيونية وتصريحات صحفية.
زملاء مهنتى الأعزاء كل مؤسسات مصر الطبية ومراكزها التى تؤدى خدمة حقيقية فعالة على مر السنين مهددة بالتوقف لنقص المستلزمات الطبية. لم ألقَ زميلا من أعلام المهنة لم يذكر عجزا يعانى منه مستشفاه رغم توافر الكفاءات إلا أن العجز دائما يأتى عند ذكر الإمكانيات. راجعوا إعلانات التليفزيون التى لم تتوقف بعد شهر الإحسان إنما استمرت بلا هوادة كلها تعلن عن حاجة مؤسسة الصحة لتبرعات أهل الخير.
زملاء مهنتى الأعزاء لا حرمنا الله أصواتا لا تخشى فى الحق لومة لائم، هذا الاستسلام لما نعانيه من نقص فى الإمكانيات إنما هو تنازل عن حقنا فى أداء رسالتنا. هو أيضا تنازل عن حق أحاله الله لنا هو حق الإنسان البسيط الأعزل فى مواجهة بطش المرض وذل الحاجة.
إذا كان الأمر بالفعل عجزا فى الموارد فهل حدث أن ارتفع منا صوت يسأل لماذا لا تتضاعف ميزانية الصحة لأنها أمر يمس بالفعل الأمن القومى. حينما أقول منا أقصد الأطباء ولا أحد غيرهم فأملى دائما فيهم وحديثى دائما إليهم.
اليوم لدى فكرة أرجو ألا يسبقنى إليها أحد جاءت بالصدفة أسوقها مباشرة إلى السيد الرئيس وأظن أن تأييدها مضمون من كل زملاء مهنتى بلا استثناء.
أسرنى يا سيادة الرئيس تأثرك البالغ بتلك السيدة المصرية الأصيلة التى أهدت صندوق تحيا مصر قرطها الذهبى فما بالك إذا ما ساق الله لنا صندوقا يحوى كنزا من مجوهرات أسرة محمد على والذى بحكم القانون آلت لملكية الشعب المصرى. صرح مسئول حكومى بأن قيمة تلك المجوهرات تتجاوز المليارات. نعم المليارات.
لكنه فيما صرح أيضا أن تلك المجوهرات ستنضم لبقية المجوهرات فى متحف زيزينيا بالإسكندرية.
سيدى الرئيس: أرجو أن تضع يدك اليوم وليس غدا على ذلك الكنز الذى يمكنه بلا جدال أن يعيد منظومة الصحة إلى سابق عهدها وأن تعود كامل قيمته إلى ميزانية الصحة لتغطية الحاجة للمستلزمات وبناء هياكل جديدة للخدمة الصحية لغير القادرين ودعم برنامج التأمين الصحى لصالح كل المصريين.
سيدى الرئيس: أى تاريخ ترضاه لمصر: مجوهرات تتزين بها زوجات وعشيقات وخادمات الخديو إسماعيل للعرض على العالم والتباهى بها أم كفاءة معهد القلب القومى للعمل بكامل طاقته وقدرات كل أطبائه وباب مفتوح يستوعب كل مرضى العيادة الخارجية وعناية مركزة تستوعب كل من يلجأ إليها وحجرات عمليات تعمل ليل نهار!
التاريخ يا سيدى يضعه الإنسان لصالح الإنسان.