جمعية القلب المصرية.. مؤتمر استثنائى فى زمن صعب
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 12 فبراير 2021 - 6:20 م
بتوقيت القاهرة
يظل عام ٢٠٢٠ علامة فارقة فى تاريخ الإنسان وسجل الإنسانية فقد أمسينا ذات ليلة على ما درجنا عليه من تفاصيل حياتية ووقائع يومية لنصبح على عالم غريب الملامح بتغير الأحوال. وكان علينا أن نخضع لقوانين جديدة وأن نتعلم لغة فريدة موحدة المفردات ينطق بها الإنسان فى كل مكان على الأرض بعد أن تراجعت كل اللغات التى تمايز بها البشر وتوقفت اللجهات عن التعبير: الأهم الآن هو تلك المفردات التى جدت على قاموس اللغة البشرى واللغة الإنسانية التى فرضتها بقوة الظروف التى ألمت بالعالم منذ بداية عام ٢٠٢٠.
وفقا للإجراءات الوقائية والاحترازية التى أقرتها الدولة والتزمنا بها كان علينا أن نستعد للاجتماع السنوى لأطباء جمعية القلب المصرية والذى يعد الحدث الأهم خلا العام فى حياة أطباء القلب فى بلادنا. يدعى إليه رموز طب القلب فى العالم ويشارك فيه كل أساتذة طب القلب ويسعى إلى حضوره طلاب العلم والخبرة من شباب الأطباء. الجمعية المصرية لطب القلب أحد أكثر المجتمعات الطبية عراقة فى العالم تدعو لإقامة دورتها الثامنة والأربعين والتى ينظمها هذا العام ويعد لفاعلياتها معهد القلب القومى فى ظل ظروف تعد غير مسبوقة وعلى قدر أهل العزم تأتى العزائم.
افتراضى.. هجين.. بذاته.. فقاعات.. زووم
virtual hybrid physical bubbles Zoom
تعبيرات بدت لنا غريبة ضبابية لكنها ستكون وسيلتنا هذا العام للتصدى لفيروس كورونا الذى فرض علينا العمل تحت ظروف تكاد تكون مستحيلة حتى نتمكن من عقد ذلك المؤتمر العالمى بل ونوفر له كل عناصر النجاح الذى نتمنى أن نفوز به.
يعقد المؤتمر بداية من الإثنين ١٥ فبراير وحتى الجمعة بعد موافقة استثنائية من دولة رئيس الوزراء ووزيرة الصحة وبعد استعراض كل وسائل الوقاية من العدوى ومراعاة كل قواعد التباعد الاجتماعى التى ستتبع فيه لحماية الحضور من عدوى كوفيد ـ ١٩.
يحضره البعض بأنفسهم «physicolly» ويحاضر الأجانب ويعرضون أبحاثهم ونتائجهم وهم فى مراكزهم بأوروبا وأمريكا «Virtually» ويتجاور الجميع فى آن واحد كل فى بلده عن طريق تقنية zoom فى صيغة hybrid أى أن الفعاليات تتم فى صيغة تجمع كل تلك الوسائل كمنظومة «تهجين» للمعارف بدمجها معا فى صورة منسقة داخل إطار واحد.
أما الفقاعات فتلك هى التجمعات الصغيرة التى سيسمح بالحضور فيها عن طريق الحجز مقدما لعدد محدود من المقاعد التى روعى فى تنظيمها التباعد اللازم وتغلق عند استكمال العدد.
بدأ تقييم المؤتمر مبكرا فقد حصل على ٣٦ ساعة، وهذا هو أعلى تقييم لهيئة الاعتماد الأمريكية تقدمه وتشهد عليه إذا ما طلب أطباء القلب عند حضوره شهادة من المؤتمر تفيد حضورهم له يستخدمونها فى سابقات أعمالهم. المؤتمر يعقد مائتى جلسة علمية لأربعمائة متحدث مصرى ومائة من الأجانب سواء بالحضور أو الوسائل الافتراضية وآلية الزووم.
يحيى المؤتمر فى جلسة خاصة ذكرى شهداء عدوى كوفيد ــ ١٩ الذين سقطوا من أبناء معهد القلب ومن رحلوا عام ٢٠٢٠. ويحتفى بذكرى أحد أعلام جراحة القلب والصدر فى بلادنا الأستاذ الدكتور فؤاد جمالى الذى تتلمذ على يديه عشرات الجراحين من أعلام جراحات القلب المفتوح.
وتكرم جمعية القلب المصرية الأستاذ الدكتور أحمد مجدى لإسهاماته العلمية ودوره الرائد فى دعم شباب الأطباء وتمثيله المشرف فى المحافل الدولية، كذلك سيتم تكريم كاتبة هذه السطور ،لإسهاماتها العلمية وريادتها لمجال إعادة تأهيل مرضى القلب فى مصر ودورها فى نشر المعارف الطبية ودعمها لمعهد القلب القومى ومرضاه وتعاونها مع المجتمع المدنى لتعزيز دوره كأكبر مؤسسة خدمية لكل المصريين.
رؤية ضبابية.. وزمن صعب.. وظروف استثنائية.. وجهد عظيم.. وإرادة قوية.. وأمل فى الله لا يخيب..
تلك كانت الأحوال التى عشناها خلال عام ٢٠٢٠ والتى عملنا معا على احتوائها وتفهمها والعمل خلالها ومن خلالها علَ الله سبحانه يتقبل منا جهدنا خالصا لوجهه الكريم.
تحية واجبة لجمعية القلب المصرية فى بداية مؤتمرها السنوى فى دورته الثامنة والأربعين.