المصرى.. كان جيدًا!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الجمعة 12 مارس 2010 - 10:41 ص
بتوقيت القاهرة
** ما زلتم ترون طرفا واحدا وفريقا وحدا فى مباريات كرة القدم، خاصة حين يكون فريقا كبيرا. فالأهلى لم يكن سيئا أمام المصرى، وإنما المصرى هو الذى كان جيدا وأراه لعب واحدة من أفضل مبارياته على المستوى التكتيكى، كما لعب بشجاعة، وهو ما يؤكد أن الفكر يتغير الآن فلم يعد لقميص الأهلى نفس الهيبة القديمة، التى كانت تفرض على المنافس دفاعا مستميتا بالطريقة الطنطاوية الشهيرة (9/ 1)، وقد لعب المصرى بطريقة دفاعية ممتازة، ضيق فيها المساحات، وضغط على المنافس، وراقب مفاتيح الأهلى لاسيما أحمد حسن، وشكل حائطا دفاعيا جعل الاقتراب من منطقة مرمى أمير عبدالحميد صعبا. وباختصار فرض المصرى أسلوبه على الأهلى، وقد أنهكه هذا الأسلوب. ومن الطبيعى أن يتأخر التهديف وكان يمكن ألا يأتى. وقد كان المعلقون والمحللون يتساءلون طوال الوقت ماذا جرى للأهلى؟.. بدلا من السؤال: كيف نجح المصرى؟!
إنها نفس القصة القديمة، فى الحارة المصرية. يصنع «الفتوة هيبته» بضرباته وانتصاراته. ويستسلم أولاد الحارة لفكرة أنه لا يقهر ولا يقاوم، وقد ورثت الفرق نفس الفكرة على مدى مائة عام عند مواجهة أحد فرعى الأسرة الكريمة الأهلى أو الزمالك.. إلا أن الحكاية بدأت تتغير فى السنوات الأخيرة، وكلما تعرض أحد الفريقين للهجوم فإنه يصاب بالارتباك أو الاختناق!
** غياب سيد معوض أثر على القوة الهجومية اليسارية بالفريق، وتحمل بركات الجزء الأكبر من القيادة والحركة. ومعه عماد متعب. وكان المصرى قادرا على التقدم بضربة جزاء لم يحتسبها الحكم ياسر محمود حين عرقل بركات جناح المصرى الأيسر الشديد، شديد قناوى.. وهو خطأ يدخل ضمن الأخطاء البشرية التقديرية للحكام.
وفى إطار الموروثات «والكلاشيهات» اعتبرت فرص الأهلى التى زادت بعد هدفه الأول لعماد متعب ارتفاعا فى المستوى، ونتيجة تغييرات البدرى الرائعة. مع أن البدلاء لم يكونوا لمسوا الكرة بعد مثل أبوتريكة، أو لم يفعلوا شيئا بعد مثل محمد فضل. فالهدف فتح مساحات فى دفاع المصرى، وفرض على الفريق البورسعيدى أن يغير تكتيكه ويتوجه للهجوم..
إذن لم يكن الأهلى بهذا السوء، الذى ظنه البعض فى الشوط الأول، ولكنه المصرى الذى كان جيدا معظم الوقت دون أن يحظى الفريق البورسعيدى بحسن الظن من الأغلبية!
** مساعد الحكم ليس هو صاحب القرار النهائى. لكنه الحكم. ووقف لاعبو المنصورة عندما رفع المساعد طاهر فرج رايته محتسبا ضربة حرة مباشرة ضد بوبا مهاجم اتحاد الشرطة، إلا أن الحكم عماد بدرة أشار باستئناف اللعب فمرر بوبا الكرة إلى صلاح عاشور ليسجل هدفا سهلا وسلسا بلا مقاومة.. وقد رأيت اللعبة فاولا تستوجب الأخذ بالراية المرفوعة، لكن اللعب يكون على صفارة الحكم وليس على الراية المهزومة.. ويبقى أن أفهم ما الذى يضعه الحكام فى أذنهم.. ولماذا يبدو لى أنهم يسمعون موسيقى F.M؟!