هذه المرة نجا المريض الإسبانى..
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 12 أبريل 2018 - 10:10 م
بتوقيت القاهرة
** لم تعد الدراما فى كرة القدم جديدة، فتلك اللعبة حافلة بالمفاجآت، والتغييرات، والنهايات المستحيلة. وقد كانت نهاية مباراة يوفنتوس وريال مدريد من تلك النهايات المستحيلة. فقد تعاطف الكثيرون مع الفريق الإيطالى المناضل، الذى ذهب إلى مدريد وفرصته كما قال مدربه أليجرى 000005.% (لا أقدر على قراءة النسبة لضآلتها) ومع ذلك لعب اليوفى بشجاعة وتقدم بثلاثة أهداف نظيفة، وكان يستحق أن يلعب وقتا إضافيا نظير تلك الشجاعة والإقدام التى جعلت السيدة العجوز تتلاعب بالأقدام وتصيب الآلاف من عشاق الريال بالصدمة..
** فى الوقت الإضافى. وفى لحظة من لحظات الدراما التى لا يمكن أن يتخيلها مخرج الرعب ألفريد هيتشكوك احتسب الحكم الإنجليزى مايكل أوليفر ضربة جزاء لمصلحة ريال مدريد. الضربة كانت صدمة لإيطاليا كلها. الضربة أيضا أصابت المتعاطفين مع اليوفى بحالة من عدم التصديق، والغضب.. كيف يذهب جهد 90 دقيقة بصفارة. كيف يخسر الفريق موسما ناجحا بصفارة. كيف يستيقظ بشر من حلم جميل على كابوس بصفارة؟!».
** أطلق بوفون حارس اليوفى المخضرم رصاصات النقد على الحكم: « لقد ارتكب جريمة ضد الروح الرياضية. هذا قرار لشخص صفيق، من يتخذ مثل هذا القرار يكون إما قاتلا أو حيوانا أو شخصا لديه صندوق من المخلفات فى قلبه فيجب عليه أن يجلس فى المدرجات ويأكل البطاطس المقلية أو يتناول عصير البرتقال أو الكوكاكولا ويتسلى مع العائلة، ولكن إذا كان يرغب فى أن يكون بطلا، بالمعنى الإيجابى، فعليه أن يتمتع بحس إدراك الوقت وأن يكون جاهزا».
** قال الحكم الدولى السورى جمال الشريف إن ضربة الجزاء صحيحة. وقال اللاعب الدولى المصرى أبو تريكة إنها ليست ضربة جزاء. وقال آلاف إنها ضربة صحيحة. وقال آلاف أنها ضربة غير صحيحة. ويظل الحكم الإنجليزى مايكل أوليفر بين الملايين، يظل هو الوحيد الذى لم يكن يستطيع أن يقول لحظة اتخاذ القرار: «لا أعرف. انتظروا ودعونى أفكر».. فأرجو أن يضع الجميع أنفسهم مكان الحكم. فهل تطلق صفارتك لأنك من موقعك كقاض وجدتها ضربة جزاء. هل تكون شجاعا؟ أم تكبت صفارتك لأنك من موقعك شعرت بالشك فى أنها ضربة جزاء فيصيب الضعف قلبك لانتصار الشك على قرارك؟!
** كانت ليلة ليلاء من ليالى كرة القدم المثيرة والجميلة. ليلة التف حولها كوكب الأرض حول كرة صغيرة تتصارع عليها الأقدام وتركلها الأقدام، وتقف من أجلها كل الأقدام. كانت ليلة ليلاء من ليالى كرة القدم المثيرة والجميلة، وكان واردا أن يصيب ريال مدريد ما أصاب برشلونة قبلها بأربع وعشرين ساعة. ففى أحيان كثيرة تكون المآسى معدية، وما حدث لبرشلونة فى العاصمة الإيطالية كاد أن يصيب ريال مدريد فى العاصمة الإسبانية. والواقع أن الريال واليوفى تعرضا لجرعة كبيرة من فيروس المأساة ولكن هذه المرة نجا المريض الإسبانى..!