ماما.. أنا خائف


رضوى أسامة

آخر تحديث: الأحد 12 يونيو 2011 - 10:02 ص بتوقيت القاهرة

هاتفتنى صديقة تحكى عن اقتحام مجموعة من البلطجية لمدرسة طفلتها، وذلك الذعر الذى شعرت به الطفلة وبقية زملائها، كانت تهاتفنى لتأخذ نصيحتى حول ما يمكنها أن تفعله وتقوله لطفلتها، وكيف يمكننا تجاوز الأمر بدون أن يسبب لها أى عقد نفسية.

ظللت أفكر فى ردود أفعال الأهالى تجاه حدث كهذا وخصوصا مع عدم وجود إصابات للأطفال. أعرف أن بعض الأهالى لن تتحدث فى الأمر ولن تعيره انتباها وخصوصا أنه تمت السيطرة عليه من قبل المدرسة، وهو الأمر الذى نصحت صديقتى بألا تفعله، أول ما نصحتها به أن تتحدث مع طفلتها فى الأمر وتناقش مخاوفها بجدية، وتقدر الخوف الذى تشعر به وتعطى الأمر حقه.

ستتفاوت ردود أفعال الأطفال تجاه حدث كهذا وفقا لتاريخهم من المخاوف وإحساسهم بالأمان، كلما كان الطفل لا يشعر بالأمان الكافى سيشعر بالأزمة الشديدة إزاء موقف كهذا، كما أن الأطفال الذين يشعرون بمخاوف كثيرة سيضطربون بشدة فى مثل هذه المواقف، ويمكن أن يعمم إلى الخوف من المدرسة.

وللأسف مع تزايد المخاوف لدى الأطفال لا يقابل ذلك مناقشة من قبل الأهل، بل على العكس تماما يحاول الآباء تهدئة روع الأطفال بشكل سلبى عن طريق إنكار المخاوف أصلا، فالطفل الذى يشعر بالخوف من الظلام سيحاول والداه أن يقنعاه بأن الظلام غير مخيف نهائيا وذلك على عكس ما يعتقد الطفل ويشعر، من المهم مناقشة الطفل حول مخاوفه وسؤاله مثلا لماذا يعتقد أن الظلام مخيف؟ ومناقشة مخاوفه حتى لو بدت ساذجة. الأطفال يخافون أحيانا من الأشياء غير المنطقية لكنها تبدو منطقية جدا لهم وخصوصا عندما يتناقشون مع زملاءهم من نفس عمرهم. أتذكر وأنا صغيرة أننى أقنعت صديقتى بخيال أحسد عليه أن العفاريت يظهرون فى الظلام، وأننى رأيت أحدهم من قبل، وبالطبع البنت خافت جدا من الظلام ولم تقتنع بأن الظلام غير مخيف كما قالت لها أمها لأن صديقتها التى تثق فيها جدا رأت العفريت بعينيها.

المخاوف جميعها تحتاج لمناقشة وخصوصا المتعلقة بأحداث كبرى مثل الاختطاف والسطو والتحرش وغيرها، بما أننا فى وقت عصيب من عمر الوطن ونمر بأزمات كثيرة تتعلق بالأمن ومن غير المنطقى أن نتجاهل ذلك ولا نشعر بأحقية أطفالنا فى الخوف.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved