«فوضى» شفيق.. و«مجهول» مرسى
محمد عصمت
آخر تحديث:
الثلاثاء 12 يونيو 2012 - 8:30 ص
بتوقيت القاهرة
لو فاز شفيق فى الانتخابات الرئاسية فأنت على موعد مع الفوضى، أما لو نجح مرسى فأنت على موعد مع المجهول، ولا خيار ثالت حتى الآن.
فشفيق الذى يخوض الانتخابات بدون تنظيم سياسى شرعى وواضح يدعمه ــ كما يقف الإخوان وراء مرسى ــ يخفى وراءه قوى غامضة تؤيده بقوة، وتتكون من فلول الحزب الوطنى، ورجال أعمال بنوا إمبراطوريات مالية بطرق ملتوية، ومافيا غامضة كانت تستولى على أراضى الدولة ومشاريعها ولايزال بعضهم يحتل نفس مواقعه القديمة.. وهى قوى ضخمة وجدت فى شفيق الأداة التى يعيدون بها إنتاج دولة مبارك، مع تسليمهم بتقديم تنازلات شكلية، لضمان استمرار نفوذهم القديم، والحفاظ على مصالحهم.
فإذا ما تحقق المستحيل وفاز شفيق بكرسى الرئاسة، فلا شك أن أبواب الفوضى ستنفتح على مصراعيها، خاصة أن القوى التى تدعم شفيق على أتم الاستعداد لاستخدام أقصى درجات العنف لضرب الثورة، إذا ما فشلت حيلهم ــ وهو المتوقع ــ فى احتوائها وتفريغها من مضمونها الاجتماعى، فى نفس الوقت الذى ستنضم فيه إلى ثوار يناير فى مناهضتهم لدولة شفيق، شرائح اجتماعية واسعة من العاطلين وسكان العشوائيات الذين عانوا الهوان والذل فى عهد االسادات ومبارك، وإن بدرجات متفاوتة، وحررتهم ثورة يناير من قيود الخوف من السلطة وجهازها الأمنى الذى فقد أنيابه وأظافره، بعد قيام الثورة.
أما لو نجح مرسى، فنحن سنكون فى مواجهة مباشرة مع «مراوغات» الإخوان، ونكوصهم بوعودهم، وعطشهم الشديد للاستحواذ على السلطة، وهو ما كشفته بجلاء ممارستهم خلال الشهور القليلة الماضية. وما يثير القلق من الإخوان هو تضارب التصريحات الصادرة عن قياداتهم، فمنهم من يؤكد ضرورة المشاركة لا المغالبة، ومنهم من يخفى أفكارا قديمة عن «دولة الخلافة»، ويكن عداءً باطنيا شديدا لكل القوى السياسية الأخرى، ومنهم من يستخدم الدين لاتهام معارضيهم زورا وبهتانا بأنهم أعداء الإسلام، وخلف هذه الفرق الثلاث عناصر مدفوعة الأجر، تستخدم أحط البذاءات والشتائم ــ بحجة الدفاع عن الإسلام ــ ضد كل منتقدى مواقف الإخوان المتعارضة.
مشكلة مرسى أننا نواجه معه مستقبلا غامضا، لن تنفك طلاسمه طالما ظلت عقلية التنظيم السرى تسيطر على قيادات الإخوان الحالية، وطالما غابت عن هذه القيادات حقيقة بسيطة، وهى أن إقرارهم بمشاركة كل القوى السياسية فى برنامج إنقاذ وطنى يحقق أهداف ثورة يناير سوف يعيد إليهم ثقة الناس، بل وربما يسقط كل المبررات الموضوعية لمقاطعى الانتخابات، وأنا منهم.. وإعطاء أصواتهم لمرسى.