الإعلام بين درهم وقاية وقنطار علاج
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 12 يوليه 2019 - 9:45 م
بتوقيت القاهرة
تبدو السوشيال ميديا لى سلاحا ذا حدين فبينما فيما ينشر فيها كثيرا العديد من الأفكار الهدامة والقيم المستحدثة التى تبعث فى النفس مشاعر الإحباط فإن هناك أيضا العديد من الأخبار الصادقة والتعليقات الذكية والأفكار القيمة. هذا الأسبوع توقفت أمام أحد الأخبار العلمية التى كان من الضرورى أن تجد طريقها للنشر بكل الوسائل المتاحة لتصل للجميع لذا قررت أن أعيد نشرها بصورة أظنها تسمح بنقلها فى صورة تتيح للعديد الأكبر الإطلاع عليها.
كتب الأستاذ الدكتور أسامة حمدى الأستاذ بمركز جوزلين للسكر بجامعة هارفارد الأمريكية عن أحد الأبحاث بالغة الأهمية التى قام بها أ. د سيد عبدالفتاح وأ. د مجاهد أبو المجد من جامعتى الدلتا والمنصورة بالتعاون مع مركز جوزلين. البحث الذى قاما بإجرائه على طلاب جامعتيهما إلى جانب جامعة بنها وعين شمس ممن يتراوح سنهم بين التاسعة عشرة والاثنين والعشرين سنة. جاء البحث بنتائج تنذر بعواقب قريبة وخيمة إذ كانت ٤٧٫٥٪ من العينة المدروسة مصابين بترسب الدهون فى أنسجة الكبد الأمر الذى يؤهلهم بجدارة إلى إصابة قريبة بالنوع الثانى من مرض السكر.
المعروف أيضا أن ذلك فى أوروبا وأمريكا يمهد للإصابة بتليف الكبد الذى قد ينهى حياة الإنسان قبل أن يعانى من تداعياته المختلفة.
أرجعت الدراسة ذلك إلى الزيادة فى الوزن حتى الطفيفة منها عند هؤلاء الطلاب مع الضغوط النفسية المختلفة ويعود تناول أطعمة الوجبات السريعة من أهم الأسباب التى تساعد وتعد من أهم الأسباب زيادة الاستعداد للإصابة بالمرض.
الواقع أن نشر الخبر على الفيسبوك على الرغم من كون ذلك أمرا غريبا إلا أنه بالفعل جيد خاصة أن الأستاذ الدكتور أسامة حمدى قد كتبه فى صورة واضحة سهلة الفهم والقراءة. إلى جانب أن ارتباط العمل العلمى بأحد أعرق مراكز البحث فى العالم يعطيه مصداقية وأهمية تضمن له النفاذ إلى العقل مباشرة.
أين الدولة من هذا البحث العلمى المهم الذى يمس صحة أهم شرائح المجتمع: شباب الجامعة الذين نتطلع إلى مستقبلهم الذى يعد بلا جدال مستقبل هذا الوطن؟
من الذى يجب أن يتحرك ليمنع تلك الكارثة التى تنذر بعواقب وخيمة تحل كالوباء يتفشى بين شبابنا بلا أعراض أو مقدمات ظاهرة؟
بقدر ما أزعجتنى نتائج البحث الجاد إلا أننى قد أشعر بامتنان شديد لمن اجتهدوا للتحقق منها وصياغتها فى تلك الصورة الواضحة. نتيجة كارثية لكنها توصيف دقيق وتشخيص لظاهرة يمكن التصدى لها بلا جدال. قضية مهمة يجب أن تطرح على كل مراكز لبحث المهتمة بالأمر. هى بلا جدال قضية يجب أن يتبناها الطب الوقائى فالوقاية هنا بلاشك أفضل من حل يمكنه قطع طريق تلك العاصفة العاتية التى تترصد شبابنا.
تلك قضية بالغة الأهمية أدعو الإعلام بكل وسائله للتصدى لها وشرحها وتوفير مساحة كافية فيه للحديث عن الجوانب الاجتماعية والتعليمية والغذائية فى كيفية تغيير أسلوب حياة كل المصريين. تغيير بسيط يمكن أن يضمن لنا أملا كبيرا فى أجيال أكثر صحة. فهل يتخلى الإعلام عن مساحة يملؤها بما يضر فى سبيل ما ينفع؟
أتمنى