ماذا حدث للمصريين؟
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الجمعة 12 أغسطس 2011 - 9:30 ص
بتوقيت القاهرة
●● هذا العنوان استلهمته من كتاب الأستاذ جلال أمين.. بعد أن قرأت عن حادث مرعب، ويثير الفزع والقلق، وهو ما جرى فى حى المنشية بمدينة دسوق فى كفرالشيخ..
نحن جميعا ضد البلطجية والشبيحة، ولاشك أن الغياب الأمنى وراء تلك الظاهرة المخيفة.. ولكن عندما تتسلح الأمية أو قلة الوعى الثقافى بالرصاص، ووسط سقوط هيبة الدولة وغياب القانون، تكون النتائج مفزعة.. وحينها تتحول قوة السلاح الغاضب بلا سيطرة، سعيا لنيل حق مسلوب أو تطبيق القانون، ولو كان قانون الغاب.. والإنسان الأول..
ونعلم جميعا أن حادث تصادم بسيط فى الشارع قد ينتهى بأن يلقى سائق مشحون بالغضب بقنبلة مولوتوف فى حضن غريمه.. إلا أن حادث دسوق يثير الرعب فعلا.. فقد انتفض شباب الحى بمساندة بعض البلطجية الآخرين كما جاء فى الخبر الذى نشرته الصحف، انتفضوا ضد أحد البلطجية الذى أخذ يروعهم، وقتلوه، وقطعوا يديه وقدميه ورأسه، ثم مثلوا بجثته، وأحرقوا منزله، وأخذوا يطلقون النار ابتهاجا بقتله.. وهو مشهد لا أصدقه على شعب ظل طوال تاريخه يقطر طيبة، ويوصف بها.. شعب صنعته حضارة آلاف السنين، وحضارة النهر، التى ملأت نفوسه بالسكينة والاطمئنان.. ماذا حدث للمصريين؟!
●● الأستاذ جلال أمين كان أجاب عن السؤال فى كتاب جميل تناول فيه بأسلوبه الشيق والسهل حياة المصريين فى نصف قرن مضى.. لعله يضيف لنا تفسيرا جديدا لمظاهر العنف التى تفجرت فى حياتنا وأسبابها.
●●●
●● هو موضوع قديم، إنه التعليق العربى على مباريات كرة القدم.. فهناك فهم قاصر عند بعض المعلقين بتنحية المهنية مقابل الفهم الخاطئ للوطنية والانتماء..
وهو ما تجلى مرة أخرى فى لقاء منتخبى شباب مصر مع الأرجنتين.. حين قرر المعلق أن ضربة الجزاء غير صحيحة، وذلك ليس دوره، ثم زاد طوال المباراة بالسخرية من اللاعب الأرجنتينى الممثل، كأنه لا يرى حوله عشرات بل مئات اللاعبين العرب الممثلين، وظل المعلق طوال المباراة لا يرى سوى مهارات لاعبينا، ولا يرى مهارة لاعب واحد فى الأرجنتين.. وهذا بخلاف الهتاف والنداء والتشجيع..
هذا الإعلام يعد مسئولا عن تجسيد العديد من المفاهيم الخاطئة وإشاعة تعبيرات غير مناسبة وغير موضوعية وغير صادقة مما أفسد الكرة العربية عموما وأفسد الرياضة العربية كلها، كما أفسد المشاهد والقارئ والمشجع وجعل الجميع حكاما، ورسخ نظرية الاضطهاد، فأصبح حكام كوكب الأرض ضد الجنس العربى لو لم يفز ممثل العرب على نظيره الأجنبى..
●● المعلقون الآن هم مجاملون وموائمون وموالون. ولا أنسى معلقا مصريا أخذ يهتف من أعماق قلبه صارخا صائحا: «الله أكبر.. الله أكبر» فى مباراة نهائى أفريقيا لكرة السلة عام 1983 بعد فوز الفريق المصرى بالبطولة وشعرت لحظتها أننى أمام مشهد من مشاهد فيلم فجر الإسلام.. واحسبوا حضراتكم كم سنة مرت منذ ذلك العام ونحن على نفس الحال..؟!