شيخ الأزهر والمبادرة والكماشة والحدوة
وائل قنديل
آخر تحديث:
الإثنين 12 أغسطس 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
يطرح شيخ الأزهر العائد من محاولة اعتكاف مبادرة لكنها ليست مبادرة، وطريقا لحل المأزق لكن ما هو بطريق.
والمفهوم حتى الآن فى دخول شيخ الأزهر من جديد على خط التفاعلات السياسية أن الأزهر لا يمتلك مبادرة واضحة ومحددة لكنه يريد أن يقوم بدور «مكتب تنسيق المبادرات» وحسب الدكتور محمد مهنا مستشار الشيخ فإن الأخير يدعو كل أصحاب مبادرات حل الأزمة المستحكمة إلى الاجتماع فى رحاب المشيخة للدخول فى حوار.
والمتاح من المعلومات يقول إنه حتى مساء أمس الأول السبت فإن أحدا ممن قدموا مبادرات للحل لم يعرف شيئا عن الطرح الجديد للدكتور أحمد الطيب، ولم يحدث تواصل أو اتصال معه، ولعل أبرز المبادرات التى طرحت مؤخرا تلك التى شارك فى بلورتها مجموعة من المفكرين والسياسيين والقانونيين المحترمين وعرفت باسم مبادرة الدكتور سليم العوا، مع المستشار طارق البشرى والأستاذ فهمى هويدى والدكتور سيف الدين عبدالفتاح، والذى كشف فى مداخلة على قناة الجزيرة مباشر مصر مساء أمس الأول أن الدكتور سليم العوا لا يعلم شيئا عن تحرك شيخ الأزهر الجديد، نافيا ما نشر عن اتصالات من جانب الأزهر بهذا الشأن.
إن الإعلان عن تحرك سياسى جديد لشيخ الأزهر يأتى متزامنا مع الإعلان عن الخطط والتحركات الأمنية لاقتحام اعتصامى رابعة العدوية ونهضة مصر وفضهما بالقوة من خلال ما يسمى خطة «حدوة الحصان والكماشة» والخوف كل الخوف من أن تكون ما تسمى «مبادرة الأزهر» كماشة سياسية أخرى يراد من طرحها أن يرفضها المتمسكون بالشرعية، فيظهرون أمام الجميع كمعطلين للحلول السلمية، ومن ثم لا يجب أن يعترض أحد على اللجوء للقوة فى التعامل مع الاعتصامات.
ويدهشك أنه فى اللحظة التى لم يكن فيها الأزهر قد بدأ اتصالاته لترويج مبادرته بعد، وقبل أن يعرف أحد لهذه المبادرة رأسا من قدم، بدأت جوقة الانقلاب تؤدى لحنا واحدا لنص واحد يقول لا توجد حجة تحول دون فض الاعتصامات بالقوة بعد رفض الإخوان لمبادرة شيخ الأزهر.. وكأن الهدف الأول والأخير للمبادرة أن يرفضها قيادات الاعتصام، كون شيخ الأزهر طرفا فى ما جرى فى ٣ يوليو ومن ثم لا يعتبر وسيطا محايدا، ومن ثم يتوفر غطاء شرعى لارتكاب مجازر أخرى حال البدء فى شن حرب «الحدوة والكماشة» على المعتصمين.
لقد لوح شيخ الأزهر بالاعتكاف حين سقط أكثر من خمسين شهيدا فى مذبحة الحرس الجمهورى، احتجاجا على إراقة الدماء، ثم أريقت دماء أكثر من ١٢٠ شهيدا آخرين فى مجزرة طريق النصر، وانتظرنا بعدها الإمام ليطلق صرخة الانسحاب التام من المشهد، غير أنه يظهر الآن مجددا بمبادرة على هامش «حرب الفض المقدسة».
لقد غضب مستشار شيخ الأزهر حين قلت له: أربأ بالأزهر الكبير أن يستخدم اسمه فى تبرير مذبحة يجرى الإعداد لها ضد معارضين مصريين، كما استخدم فى توفير غطاء شرعى للانقلاب.. وأكرر: إذا لم يكن البند الأول فى مبادرة الإمام هو صون دماء المعتصمين وحماية حقوقهم فى التظاهر، فإنها ستكون كمينا وليست مبادرة.