أمريكا ترفض هدم قرية «سوسية» وتهدد إسرائيل


نافذة

آخر تحديث: الجمعة 12 أغسطس 2016 - 9:15 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة هاآرتس مقالا للمراسل الصحفى «باراك رافيد» يتناول فيه قضية قرية سوسية والنزاع الدائر حولها، خاصة بعد أن هددت الولايات المتحدة الأمريكية بأنه سيكون لها رد قاسى إذا قامت إسرائيل بهدم قرية «سوسية» الفلسطينية التى تقع جنوب جبل الخليل.

كان مسئولون أمريكيون وإسرائيليون قد صرحوا بأن الإدارة الأمريكية أعلمت مسئولين فى مكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع الإسرائيلية بأنه سيكون هناك رد فعل أمريكى عنيف إذا قامت إسرائيل بهدم المنازل بالقرية. وقد أعرب مسئولون إسرائيليون أن الاتحاد الأوروبى والحكومة البريطانية وعدد من الكيانات الدولية قد أبلغوهم برسالة شبيهة أيضا. فمثلا قدم دبلوماسيون بريطانيون رسالة لمكتب رئيس الوزراء ووزارة الدفاع مفادها أنه سيصعب على بريطانيا مساعدة إسرائيل فى المحافل الدولية حال قيامها بهدم وإزالة قرية سوسية الفلسطينية.

يضيف الكاتب أن مسئولين إسرائيليين قالوا بأن الضغط الدولى بدأ بعد توجه السلطة الفلسطينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من الدول الغربية لتخبرهم بأن إسرائيل تنوى تدمير القرية خلال أسابيع قليلة. ولذلك رد مكتب رئيس الوزراء على الأمريكيين والأوروبيين بأنه ليس هناك خطة للهدم فى تلك المرحلة، وأن الحكومة الإسرائيلية تتصرف وفق أحكام محكمة العدل العليا والتى مازالت تتابع هذا الشأن.

توجود قرية سوسية فى المنطقة «ج» وهى تقع بشكل تام تحت سيطرة المدنيين والجيش الإسرائيلى، ويقطنها أفقر سكان الضفة الغربية. ويضيف «رافيد» أنه خلال الثلاثين سنة الماضية تم نقل سكان تلك القرية عدة مرات من منازلهم، ففى عام 1986 تم إعلان سوسية حديقة وطنية وتم نقل أهلها إلى الأراضى الزراعية المجاورة، وفى 2001 نقلوا مرة أخرى بواسطة الجيش وأزيلت الكهوف والأكواخ الصفيح التى يعيشون فيها.

وعن موقف المحكمة العليا فقد قامت من قبل بإلغاء عمليات الهدم وإبقاء السكان فى أماكنهم، ولكنها لم تأمر الإدارة المدنية بإصدار تراخيص للبناء، وعليه فإن المنازل فى القرية بنيت دون تراخيص. فى السنوات الحالية اقترحت الإدارة المدنية على السكان فى سوسية الانتقال على حدود المنطقة «أ» ــ والتى تعد رسميا تحت سيطرة الحكومة الفلسطينية ــ والقريبة من قرية «ياطا»، ولكنهم رفضوا. ولكن قام سكان المستوطنات اليهودية القريبة من قرية سوسية ومنظمة «راجافيم» اليهودية المتطرفة بالضغط على الإدارة المدنية لتنفيذ أوامر الهدم.

واستطرد الكاتب قائلا بأن المناقشات بين سكان القرية والإدارة المدنية بدأت مجددا فى بداية هذا العام لمحاولة تنظيم القرية وإصدار تصاريح للمنازل. وقد تم عقد ثلاث جولات للمحادثات وتم بالفعل إحراز تقدم. ولكن الإجراءات توقفت فجأة فى يونيو بدون أى تبرير. ووفقا لعدد من الأفراد المشاركين فى المناقشات فإن الجولة الأخيرة التى كان من المزعم عقدها الشهر الماضى ألغيت. والتطورات جعلت السكان الفلسطينيين يخشون من أن إسرائيل قد تكون قررت إزالة القرية.

ويختتم «رافيد» بموقف المحكمة العليا ورئيستها «مريام ناور» التى استمعت مجددا فى أول أغسطس لعريضة تنفيذ عمليات الهدم. وفى نهاية الاستماع أمرت المحكمة وزير الدفاع «أفيغدور ليبرمان» بضرورة تسليم موقفه بشأن إخلاء قرية سوسية بحلول 15 أغسطس. كما أصدرت ناور قرار بعدم تدمير الثلاثين منزلا المهددين بالإزالة قبل هذا الموعد. وقد رد مكتب وزير الدفاع بأن ليبرمان لم يصدر أى تعليمات بهذا الشأن وأنه مازال يدرس الأمر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved