مرسى علم
عمرو هاشم ربيع
آخر تحديث:
الخميس 12 أغسطس 2021 - 8:25 م
بتوقيت القاهرة
لمدة 5 أيام تم قضاؤها فى مرسى علم كانت إجازة هذا الصيف.
فى درجة حرارة أشبه كثيرا بنظيرتها بالقاهرة، رغم ان تلك المدينة تقع بمحازاة أدفو بأسوان، كان المناخ فى هذا المكان الجميل، الذى اتسم فوق ذلك بانخفاض كبير فى نسبة الرطوبة مقارنة بالقاهرة، ومن باب أولى الساحل الشمالى، المعروف برطوبته الأعلى على مستوى مصر، والمعروف أن ارتفاع نسبة الرطوبة فى أى مكان تزيد من الإحساس بدرجات الحرارة.
ومرسى علم التى زرتها منذ 4 سنوات، هى إحدى مناطق الجمهورية المهمشة بامتياز، ونقول ذلك لأكثر من سبب.
أولا: هى منطقة سياحية من الدرجة الأولى، لكنها رغم ذلك تختلف عن المناطق الأخرى المشابهة فى مصر كشرم الشيخ والغردقة. فهاتان المنطقتان هما فى الأخير يحتلان المركز الأول والثانى ضمن السياحة الشاطئية أو الترفيهية فى مصر سواء شتاء وهذا هو الأهم، أو صيفا وهو أمر يشاركهما فيه الساحل الشمالى بشكل واضح. على ان ما يميز مرسى علم هو بلا شك ان بها كمًا معتبرا من السياحة الثقافية إلى جانب الترفيهية. ففى مرسى علم عديد المحميات الطبيعية التابعة لمحمية وادى الجمال البرية والبحرية، وهى من أفضل محميات مصر ثراء بالموارد الشجرية والرملية والرخامية، ناهيك عن الكم الهائل من غابات الشعب المرجانية، والثدييات البحرية التى تصادف المرء كلما تجول فى بحر مرسى علم، كالدلافين وسلاحف البحر (الترسة) وعجول البحر. وهى على أى حال كثيرة جدا وليست نادرة، وبفضل الجهود الرسمية والمجتمعية للمحافظة على البيئة، تتسم تلك الكائنات بالبقاء والعيش والتكاثر بحرية كاملة.
ثانيا: ان مرسى علم بلد صغير وفقير بالخدمات رغم كبر حجمه، إذ يحده من الشمال القصير على بعد ١٣٠ كم ومن الجنوب برنيس على بعد نحو ١٥٠ كم، والشلاتين على بعد نحو ٢٥٠ كم. كل ذلك وهذا البلد الغنى بالموارد شحيح للغاية بخدمات الاتصالات والصحة والتعليم ومياه الشرب والنقل. وتلك السمة السلبية لم تتغير عما لوحظ منذ 4 سنوات فى زيارتنا الأخيرة لمرسى علم. ما يجعل من الأهمية بمكان وضع هذ البلد على خريطة التطوير الخدمى فى أقرب وقت ممكن.
ثالثا، ان مرسى علم المطلوب تطويرها ضمن حملة الدولة لتطوير المدن المصرية المختلفة، هى منطقة تجلب دخلا كبيرا لمصر نظرا لما تملكه من ثروات. ليس هذا فحسب بل لكونها حلقة الوصل بين مثلث حلايب والشلاتين المراد ربطه دائما بالوطن بسبب كثرة الأطماع حوله لوجود احتياطى ضخم من الماغنيسيوم به، وبين مدن الغردقة والسويس. صحيح أن مرسى علم يعيش فيه بشكل دائم عدد أقل بكثير ممن يعيشون فى مدن الغردقة وشرم الشيخ، إلا أن المواطن هنا له كل الحق فى الحصول على الخدمات التى تقدمها الدولة بذات الدرجة التى يتمتع بها المواطن القاهرى.
رابعا، ان ما يميز مرسى علم وغيرها من مدن جنوب البحر الاحمر كالغردقة والقصير هى قربها من عماد السياحة الترفيهية فى مصر والعالم، والمقصود هنا الأقصر وأسوان. وهى لهذا القرب ملاذ الكثير من أبناء جنوب الصعيد للعمل فى مدن البحر الأحمر المختلفة، ومعبر للسياح القادمين من الخارج، وغير الراغبين فى الذهاب إلى القاهرة، لزيارة تلك الأماكن، قبل أن يعودوا إلى بلدانهم بما يسمى الطيران العارض أو الشارتر أو المباشر.
خامسا: إن مرسى علم هى واحدة من المدن القريبة من المملكة العربية السعودية، ومن خلال ميناء سفاجا القريب منها، يقوم الناس بالمغادرة إلى هناك للحج والعمرة والعمل، ويقدم الكثير خاصة من أبناء الوجه القبلى من المصريين بعد عودتهم، كما يأتى السعوديون عبر تلك المنافذ للسياحة والاستثمار، خاصة بعد افتتاح عديد الخطوط البحرية فى الآونة الأخيرة لتنشيط السياحية البينية.
ما سبق كله يجعل من المهم للغاية تطوير مرسى علم، بحيث ينعم السكان بها برغد العيش، وتوفير وسائل جلب الرزق الحلال، ولا يتجه البعض منهم لأية طرق ملتوية لذلك كخرق قوانين البيئة بإتاحة الصيد من المحميات البرية والبحرية، أو زراعة النباتات المخدرة، وحتى لا تكون تلك البقعة الخالية مرتعا للإرهاب الأسود.